للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ترجمة ١٢٣ فاضلاً من أدباء عصره ويقع في ٧٤٨ صفحة من القطع الكبير ولم ينح مؤلفه فيه نحو المصنفين من أهل التراجم بل نحا فيه نحو الكتاب من شراح البديعيات؛ لأنه يذكر مثلاً للمترجم أبياتاً ورد فيها بيت قد سبقه إلى معناه شاعر قبله وعند ختام الأبيات يأتي المؤلف بالبيت الذي أخذ منه المترجم المعنى ويأتي أيضاً ببقية الأبيات التي منها البيت المذكور إن كان له

أبيات أخرى. ثم أن كان هذا الشاعر الثاني قد أخذ بيته من شاعر قبله فانه يورد المأخذ وهلم جرا حتى يقف على الأصل وقد يعدد في ذلك الموضوع عشرين شاعراً وقد أخذ المعنى بعضهم من البعض الآخر وهذا أكبر دليل على سعة إطلاع المؤلف ووقوفه التام على أشعار الجاهليين والمخضرمين والمولدين والمحدثين والمتأخرين.

فكتابه إذاً مجموعة أدب توقفك على سرقات الشعراء المتقدمين منهم والمتأخرين. لا كتاب تراجم وأحوال رجال كما ستقف عليه بعد أسطر من قول المؤلف نفسه. وهو خط لم يطبع حتى اليوم ولم يتصد أحد لطبعه لخلوه من تاريخ سني الولادة والوفاة كما مر بك ومنه نسخة في المدرسة المرجانية في بغداد ونسخة ثانية كتبت عليها وهي في دبر الآباء الكرمليين في بغداد وعندنا منها نسخة ثالثة فيها الربع الأول فقط.

قال المؤلف في ديباجة كتابه المذكور: (. . . أنى منذ رتعت، وعلمت نفسي وبرعت. . . إلى أن صرت في مدائن الأدب هادياً مهدياً. . . وأنظم فيه عقدا جماناً، وأستخرج من قعر بحاره لؤلؤاً ومرجاناً. . . ومضت على ذلك الأيام وانقطع عني ذلك الشوق اللهام، لعوائق حدثت وحوادث عاقت. . . اعتزلت عنها حيناً من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا. . . وقد كنت ادخرت لمثل هذا اليوم من نفائس المكنون والمدخر. . . من مسودات مناظرات ورسائل، ومحاورات ومفاخرات ووسائل، شاملة لتلك الفوائد نفيسة بتلك الخرائد. . . ولما غلب عليهم الوهم وظن بي. . . أنى قد رفضت الأدب، وتنحيت عن سنة فصحاء العرب، أحببت أن انسج تلك الأوراق، وأضم أصول تلك الأعراق. وأرتبها ترتيباً يحسن بها الجمع. مضيفاً إليها ترجمة المعاصرين، الذين هم لعناقيد كروم الأدب عاصرين. . . وقد حذوت فيها حذو الريحانة وصاحب القلائد. . . وسميتها (الروض النضر، في ترجمة أدباء العصر.) وقد خدمت بها الساحة العليا، والدوحة العظمى. . . المشير الأكرم والدستور الأعظم. . . أحد رجال هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>