للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما ثبتت قدمه على عرش الإمارة رأى أن بقاءه وحده مستقلاً لا يحميه من معارضة الأغراب فطلب إلى مقام الخلافة الإسلامية إرسال حامية عثمانية لبلاده فأجيب طلبه. لكن سارت الأمور في وجه أدت إلى امتشاق الحسام فقتل ٢٠٠ من الجند. إلا أن السلطان المخلوع كان يقدر الأمير حق قدره فعفا عنه لعلمه أن مركز بلاد قطر مركز سياسي خطير وإذا أراد الاحتفاظ به فمن الواجب أن يترضى أميره الكبير.

أما قطر فهو عبارة عن عدة قرى متجاورة متسلسلة قائمة على سيف الخليج وواقعة بين جزائر البحرين وعمان. وأشهر بلاده (الدوحة) وهي مقر الأمير ولها ميناء حسن وقلعة حصينة فيها طابور من الجند العثماني إلى هذا اليوم. ولها عدة مغاصات لآلئ خاصة بها لا تبعد كثيراً عن الساحل. وقد يقدر ما يحصل منه في السنة بمبلغ قدره ١٥ مليون ربية. ويمكن لمن يتولاها من الأمراء أن يوسع نفوذها في أي وقت شاء. لأنها واقعة في شبه سلسلة مستديرة كالحلقة ويتعذر على غزاة البر الوصول إليها وكم مرة راموا الهجوم عليها فلم يفلحوا.

وقد طلب في هذه الأيام حضرة الأمير عبد العزيز السعود احتلال قطر وأخذها من الفقيد وإجلاء الحامية العثمانية واستبدالها بحامية عربية فأبى. فعسى أن ولي عهده الأمير الشيخ

عبد الله يقتفي أثر والده فيكون خير خلف لخير سلف.

١٦ - جنود ابن السعود

قسم الأمير ابن السعود جنوده أربعة أقسام بمنزلة أربعة فيالق وهي: جند عمان وجند الاحساء وجند القصيم وجند الرياض وجعل لكل قسم من هذه الأقسام عشائر أعراب ترجع إليه وأمير بيده الحكم ثم وزع عليهم ما يحتاجون إليه من الأسلحة والذخائر.

١٧ - اتحاد أمراء العرب

نمى إلى الرياض إن الأمير ابن السعود اتفق اتفاقاً جديداً مع أمراء العرب وهم: صقر بن غانم (الشارقة)، وراشد بن معلي أمير (الأقيوين) وأمراء (رئيس الخيمة) و (دبي) و (البريم). وهذا الاتفاق يؤيد ما كان قد عقد سابقاً والغاية منه المحافظة على بلادهم وبقاؤها في أيديهم.

١٨ - عباس العلي الكوتي في سجن بغداد

عباس العلي هو من كوت الإمارة وقد سجن في بغداد لما نسب إليه وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>