للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحمن لينكب المعتمدين هناك فأحس الأمير ابن الرشيد بالأمر فأسرع إلى مصالحة أمراء القصيم. ثم بعد أن تم له هذا الأمر غزا الرياض والخرج واجتاحهما. وقتل بعض أولاد السعود والبعض الآخر أخذوا أسرى وأبقوا في حائل في تجلة واحترام. وهم الذين يعرفون باسم

العرائف (راجع لغة العرب ٢: ٥٦٧ - ٥٧٢) - وأما عبد الرحمن فإنه فر من بين يدي الأمير ونزل الاحساء ثم بغداد ومنها رحل إلى الأستانة ثم زايلها فرجع إلى ديار العرب فاحتل الكويت. وقد عينت له الدولة العلية راتباً قدره ٤٠ ليرة عثمانية في الشهر وكانت لا تعطى له إلا في بعض الأيام. هذا هو آخر أيام السعود في نجد وقد كان ذلك في سنة ١٢٩٦ و ١٢٩٧هـ (أي ١٨٧٩م)

٤ - عودة السعود إلى نجد على يد عبد العزيز باشا السعود

في سنة ١٣١٣هـ (١٨٩٥م) استفحل أمر الأمير محمد بن الرشيد أمير حائل وتسلط على نجد كلها فخضعت له حاضرتها وباديتها. وتم له فيها كل ما يريد. فأخذ حينئذ يفكر في إنشاء ميناء بحري لنجد فرأى أن البلاد كلها بيد الدولة العثمانية وليس له بلدة قريبة منه إلا الكويت فهم بذلك. وكتب إلى الشيخ قاسم بن ثاني يفاتحه بالأمر ويستشيره في غزوة الكويت (كذا) ولما كان الشيخ قاسم وجد من آل الصباح ما لا يناسب شأنه كتجهيزات جهزت عليه في أثناء محاربته العساكر العثمانية المقيمة في قطر أشار على الأمير ابن الرشيد أن يزحف على الكويت. إلا أن الأميرين اتفقا على أن يؤخرا هذه الزحفة إلى حين انسلاخ الشتاء. وفي تلك الأثناء مرض الأمير محمد وانتقل إلى دار القرار في آخر سنة ١٣١٤هـ (١٨٩٦م) فخلفه الأمير عبد العزيز بن متعب الرشيد وما كادت قدماه تستقران على عرش الإمارة إلا وفكر بتحقيق ما كان قد نواه سلفه من أمر الزحفة. وبينما كان يتأهب لذلك قتل الشيخ مباركك بن الصباح أخويه محمداً وجراحاً وهم بغزوة نجد فثارت الحرب بين ابن الرشيد وبين ابن الصباح ولم تخمد نارها إلا بعد مدة مديدة كان الفوز فيها للأمير ابن السعود. فأغتنم عبد العزيز هذه الفرص ودخل الرياض سنة ١٣١٩هـ (١٩٠١م) وأمده ابن الصباح بالمال والسلاح لاتفاقه معه. وفي سنة ١٣٢٥ - ١٣٢٦ (١٩٠٧) تصالح عبد العزيز السعود مع الرشيد. ولا يزالان متسالمين متحابين إلى يومنا هذا وقد عقد كل منهما مع صاحبه عهوداً وثيقة محكمة العرى. وقد عرف كل منهما حدود دياره وربوعه وأراضيه وعشائره - وبعد أن صفا الجو لأبن

<<  <  ج: ص:  >  >>