يأت بشاهدٍ أو سندٍ يثبت مدعاه. وإلا فإن المخيلة تختلق أموراً كثيرة لتؤيد ما تتوهمه. ألم يقل العرب الأولون إن إبليس من البلس والخندريس من خدر العروس والاطربون من الطرب ونحو هذه كالإسطرلاب والنوتي والتاريخ والاركون والاردمون والمنجنيق وغيرها تعد بالعشرات. فلقد تخيلوا لها أصولاً غريبة من عربية وأعجمية. واليوم لا يقبل بهذه الآراء. - (أعني أراء أئمة لغويي العرب في سابق العهد) - طلبة الكتاتيب فضلاً عن طلبة العلم الأفاضل ولهذا نستبعد رأي حضرة الكاتب الأديب بل ولا نعرضه بين الآراء ما لم يأتنا بنقول أو نصوص أو شواهد أبين وأدل على ما ننشده.
٣ تصحيحات لما في العدد السادس من السنة ٣
تلقينا هذا الرسالة من أحد مشاهير أدباء بغداد فأدرجناها بحروفها. ونحن نشكر الكاتب عليها ونلتمس إلى كل فاضلٍ أن ينبهنا على أغلاطنا إذ فتحنا هذا الباب لهذه الغاية
حضرة الفاضل الأديب المحترم،
غيرة على مجلتكم الزاهرة من وقوع ما هو مغاير للحقيقة ومحاشاة لسمعتها جئت بهذه الأسطر راجياً درجها إن وافق نظركم ذلك وإلا فإهمالها وعدمه سواء
قرأت في العدد السادس من السنة الثالثة في الصحيفة ٣١٣ بحثاً عن معنى العب وقد أجدتم في التنقيب عنه غير أنكم ذكرتم أنه عند العراقيين جيب العب وهو الجيب الذي يلي الصدر في الثوب أو في الصدرة والحال أن العب المتعارف عند العراقيين ليس بذاك بل هو ما يكون فوق الحزام أعني غير الجيب لأن الجيب هو الذي يشبه الكيس المخيط بالثوب والعب هو (ما إذا كان فيه شيء وانحل الحزام يسقط في الأرض) وسواء كان الحزام على الثوب أو على ما يسمونه بالزبون الذي يسميه الشاميون (القنباز) والعرب (القباء) أو على العباءة أو الجبة أو غير ذلك فكل فرجة بين الثياب فوق الحزام تسمى عباً وتعريفه: (ما لا يحفظ شيئاً بدون ربط (الحزام) عليه والحزام هو الزنار عند العرب الأقدمين.
وفيه في الصحيفة ٣١٧ أن بحيرة النجف نشفت منذ سنة ١٣٠٥ (١٨٨٧م) والحال في تلك السنة غرق فيها مئات من السفن في يوم شديد الرياح كما ذكرته لكم في مسألة البرد (وزان
سبب) ونشافه. كان بعد نحو ٣ أو ٤ سنوات فيلزم تصحيح ذلك خدمة التاريخ.
وفيه في الصحيفة ٣٢١ تأويلكم معنى شظ بأن اصلها شط قلنا والأصح أن أصل ذلك من شذ شذوذاً والغالب في سبب هذا التحريف أن كاتباً سمعها من أحد الأعاظم