خاتمة. - تنظيمات صحية - نمو الموز من نوى التمر (على رأي بعض قدماء العرب) - طلسم الحلوى - فهرس.
ذكرنا كل ذلك ليرى المطالع ما حوى هذا الكتاب من الفوائد الجليلة إذ جمع صاحبه فيه كل
ما أمكنه تدوينه في ما يتعلق ببحث النخل أو ثمرها التمر. وقد جاء الكتاب في ٣١٦ صفحة بقطع الثمن وفيه صور عديدة أتقن عملها كل الإتقان فغدا فريداً في بابه لا يستغني عنه من يهمه الوقوف على هذا الشجر لا سيما وإنه سبب ثروة العراق. ولا يحسن بنا أن نقعد عن التغلغل في تحسين شؤونه وإلا فإن الأميركيين يسبقوننا عن قريب فنتأخر عنهم بمراحل. فلقد نقلوا من تال بغداد والبصرة ومصر وتونس والجزائر وغيرها من ديار النخل فزكا وراع كل الريع لأنهم يتخذون كل الوسائل لتحسينه ولطرد كل آفة عنه - بخلاف ما يجري في بلادنا فإن طريقة غرسه اليوم لم تتغير عما كانت عليه قبل نحو ٤ آلاف سنة في عهد البابليين والكلدانيين.
على أننا رأينا في هذا الكتاب شائبة وهي أن الكاتب لم يجر على خطة واحدة لتصوير الألفاظ العربية. وكنا نغض الطرف عن ذلك لو كان كتب بالحرف العربي كل كلمة اصطلاحية عربية وردت في مثاني البحث وبالأخص أسماء أصناف التمر فإننا لم نكدر نهتدي إلى تصحيحها إلا بشق النفس ومع ذلك لم نتوفق إلا لمعرفة بعضها فما قول من لم يسمع بتلك الأسماء. وإننا لنتوقع إن هذا الكتاب يرغب في إحرازه ومطالعته ويعاد طبعه ثانية فيصحح المؤلف ما فاته في هذه الطبعة.
ومما نلاحظه أيضاً أنه كتب في ص ٢٤٩ القسب بهذه الصورة - ونقله إلى الإنكليز بمعنى الكسب وهذا كله ناتج من سوء تصوير الحروف العربية بالإفرنجية فالقسب غير الكسب إذ القسب مشتق من قسب (المضموم) ومعناه: صلب وأشتد وسبب تسميته واضح لصلابة تمره. ثم إنه نقل عن البكري عند تكلمه عن بسكرة أن القسب هو الصيحاني فإذا صح هذا الكلام فهمنا أن الصيحاني هو المسمى اليوم عند العراقيين بالبدرايي أو البادرايي (وهو التمر المنسوب إلى بادرايا المعروفة اليوم باسم بدرة) لأن ياقوت يقول في معجمه: ومنها (أي من بادرايا