للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون التمر القسب اليابس الغاية في الجودة واليبس (راجع لغة العرب ١: ٤٤٢ و٤٤٣) ويقول في بسكرة: (فيها نخل وشجر وقسب جيد) فنحن لا نرى في هذا النص أن الصيحاني أو القسب أو البادرايي تمر واحد. فالصيحاني على ما ذكر اللغويون هو ضرب من تمر المدينة أسود صلب المضغة. والقسب اسم عام يقع على كل تمر (صلب يابس) مهما كان جنسه والبادرايي هو تمر أصفر صلب رقيق اللحم من جنس

(دقلة النور) المعروفة في تونس. وأما الصيحاني فهو عندنا الاشرسي الأسود أي الصرفان (راجع لغة العرب ١: ٤٤٤) وأما سبب تسمية الصيحاني بهذا الاسم فقد ذكر له اللغويون عدة أسباب، منها: إنه نسب إلى صيحان وهو كبش كان يربط في نخل التمر المذكور، أو اسم الكبش الصياح وهو من تغييرات النسب إلى غيرها. وأما حضرة مصنفنا فقد ذكر لسبب تسميته ما نقله عن لسان العوام أي أنه سمى كذلك لأنه صاح: (هذا هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، هذا هو أمير الأنبياء. . .) الخ وذلك عند مرور نبي المسلمين بنخلة في المدينة وكان معه علي بن أبي طالب. - أما سبب تسميته الصحيح عندنا فهو أنه منسوب إلى الصيحان والصيحان مصدر صاحت النخلة أي ارتفعت لارتفاع نخل هذا التمر.

وقد ذهب في نقل بعض الألفاظ مذاهب لا نظنه أصاب فيها. فقد نقل إلى الإنكليزية كلمة الأشرسي أي النامي في طول) أو الطويل. وليس الأمر كذلك. فإنه سمى كذلك نسبة إلى الشرس (محركة) وهو الصلب لصلابة تمره. أو لكونه ينبت في المكان الشرس أي الصلب وعلى كل فإنه لا يعني الطول. ومثل هذا التأويل كثير في الكتاب. ومع ما فيه من هذه الشوائب الزهيدة فإن الكتاب يبقى جليلاً في بابه. ويخلد لمصنفه ذكراً لا يمحى.

٥ - رحلة إلى سورية

للأستاذ الدكتور مرتين هرتمن

١٩١٣.

في ١٣٢ صفحة بقطع الثمن الكبير وقيمته ٣ ماركات

لله در الإفرنج لا يقدمون على أمر إلا ويتقونه كل الإتقان ويحكمونه كل الأحكام. هذا المستشرق الكبير الأستاذ العلامة (الدكتور) مرتين هرتمن من مشاهير العارفين بلغة العرب والواقفين على أسرارها فقد هجر بلاده

<<  <  ج: ص:  >  >>