وتدريبهم على أصول الحرب المتعارفة في عصرنا. فإذا تم لها ذلك أصبحت دولة مهيبة محترمة الجانب مسموعة الكلمة فتمد يدها إلى ما يجاورها فتكون لها كالأثمار الجنية وإذا أرادت البقاء في حالتها الرهيبة سعت إلى ثلاثة أمور وهي:
١: إيجاد المال وجمعه لتكثير جندها
٢: تكثير جندها للدفاع والقراع
٣: العلم لتنال به تحسين الأمرين المذكورين.
عليه نرى أن إمارة ابن الرشيد متهيئة لأن تكون كبيرة لما توفره لها من الأسباب المذكورة. وها أنها قد خرجت من سن الطفولية (وهو عهد شن الغارات) وأصبحت في سن الرشد (وهو عهد الغزوات) الذي تطلب فيه ما ليس في قبضتها الآن. وإذا وفقت للحصول على رجال أهل حزم ونظر في السياسة تتوفق ولا ريب لبلوغ القسم الثالث من تبسطها الذي بعده الاستقرار والتسمي بالدولة الكبير. - وإذ قد بينا منزلة هذه الإمارة بالنسبة إلى سائر ما جاورها من الإمارات نخطو إلى ما يعرفنا إياها تم المعرفة.
١٠ - موقع إمارة الرشيد وحدودها
موقع إمارة الرشيد في قلب جزيرة العرب ويحدها من الشمال بادية الشام ومن الجنوب بلاد القصيم العليا ومن الشرق الكويت والعراق ومن الغرب بادية الحجاز أو المدينة فهذه هي حدودها المتعارفة عند وصاف البلاد وهي حدودها الطبيعية في حين ضعفها.
وأما حدودها المتعارفة عند الأعراب فأنها تبتدئ شمالاً من النجف عند (الحجرة) أي من
(عين الحزل) فما فوق (الشقيق) أو (صامت) من جهة اليسار ثم تسير في (الربع الخالي) حتى تجيء جبل (قاف) فتنزل كأنك تريد (حائل) إلى (قراقر) ثم تمر ببلاد (كليب وغنم) و (النباج) الماء المعروف، فقارات (الجو) ثم تتصل بنفد وتنزل إلى (بني عطية)