للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا رضي بما فعل لأن بنت الشيخ مقامها كبير وخاطرها عزيز عنده أولاً لأسمها الشهير بالشيخ درويش والدولة الواسعة والأملاك المتسعة في البصرة ولكونها تصير بنت عمته لأن سليمان باشا كان خالها فإكراما لخاطرها حالاُ أمر بعزل مصطفى اغا وركب جوقدار من طرفه اسمه عبد الله اغا حضر للبصرة يوم الجمعة في ٦ ربيع الأول سنة ١٢٢٩ (١٨١٤م) ومعه مكاتيب إلى صالح أفندي خزنة كاتبي الذي هو الناظر على الكمرك في البصرة حالاً وأخبره سرا وسلمه الموامر ومعه مكتوب للمتسلم ما فيه شيء من هذا الخصوص ليطمئن ومضى من هناك إلى عند بنت الشيخ دخل عندها وسلمها مكتوب من الوزير وبشرها بأن الأمر طبق مرامها وحالاً أمرت له بثلاثة جوار بخشيش.

وأما ما كان من المتسلم فإنه تخوس من مجي الجوقدار ولا عنده أثر خبر فدعا صالح أفندي مستخبراً عن مكاتيب التي أتت إليه فطيب خاطره وأمنه وأنكر عليه المر وقال له نروح إلى المناوي لنعد قبطان باشا ونشوف غيش عنده (لأنه يخاف أن يخبره فيعصي أو يشرد وتصير فتنة) فمضوا إلى المناوي وكان قبطان باشا اسمه عبدي اغا الذي كان اغات الاحتساب سابقاً وصالح أفندي أغتنم فرصة وأخبر قبطان باشا ودبروا الأمر بأن يرجعوا جملة بالماجوة وإن الباشا معزوم عند صالح أفندي. فلما وصلوا إلى عند السراي طلعوا كالعادة من قناق التفنكجي باشي وعند الباب قالوا للمتسلم عليك أمر من أفندينا أنت مرفوع وأمروا بمسكه فمسكهوه اوادم الباشا وأما هو أجاب فرمان افندمزندر وما خالف أبدا حالاً أدخلوه في اوضة في قناق التفنكجي باشي ووضعوا في رجليه الحديد وصبوا فيه الرصاص وعلى الباب عشرين تفنكجي ينطروا وطلع صالح أفندي جلس بالديوان وأحضر جميع الأعيان وقرا عليهم بيورلدى ولي النعم في عزل مصطفى اغا ووكالة صالح أفندي وجملة أناس بل أقول اغلب التاي تأسفوا على رفع مصطفى اغا لأنه كما تقدم القول ما صار منه أذية إلى أحد ويخافوا لئلا يتعوضوا بواحد ردي ظالم.

وأما ما كان من طرف الوزير فإنه دخل إلى بغداد يوم الأحد ٢٣ من شهر صفر

<<  <  ج: ص:  >  >>