للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يريدون الوقيعة بي عداء ... وأن يقضوا على أدبي اغتصابا

ولكن لا يزال الشيخ هذا ... يقاوي بالنهي الصم الصلابا

لقد هابتك يا قلمي الأعادي ... وأنت فثق جدير أن تهابا

وما نظر العدى إلاَّ بعين ... أبت أن تبصر الحق الصوابا

كذاك الحقد يسدل بين ناس ... وبين الحق مؤتلفا حجابا

وحرب قد أثاروها عوانا ... على حزب التجدد إذ أهابا

فخاضوها وما اتخذوا سلاحا ... لهم إلاَّ الشتيمة والسبابا

وإلاَّ القول يعوزه دليل ... وإلاَّ الزور منهم والكذابا

رموا بسهامهم أدبي وشعري ... إلى أن افرغوا منها الجعابا

أشادوا بالقريض وهم أناس ... له جهلوا وكان الجهل عابا

وابدوا في الجديد لهم ظنونا ... ولكن اخطئوا منه الصوابا

لقد ظنوا سراب القاع ماء ... وظنوا الماء بعدئذ سرابا

ولم احفل بهم حتى تمادوا ... على سفه يسيئون الخطابا

فعندئذ رفعت الكف مني ... أذود بها عن الأدب الذبابا

واربأ أن اجرد من يراعي ... حساما ثم اجعله عقابا

وفي كفي اليراعة ذات حد ... تبذ به القواضب والحرابا

ولي شعر كحد السيف ماض ... أغالب فيه من يبغي الغلابا

رفعت مقامه بالجد مني ... وكان الجد في الإنسان دابا

فقمت به وكنت له زعيما ... أعيد إليه في شيبي الشبابا

إلى أن ذاع في الأقطار صيتي ... فكان لحاسدي أدبي مصابا

وليس قريضهم في الذوق إلاَّ ... عجوز غيروا منها الثيابا

وليس يغيظني أحد كغر ... يرى في نفسه أدبا لبابا

تحفز يبتغي نقدا لشعري ... ومنه الحقد قد ملأ الاهابا

<<  <  ج: ص:  >  >>