للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا ركض اليراع يريد نقدي ... رأيت هنالك العجب العجابا

رأيت جهالة ورأيت سخفا ... ورأيا لم يكن يوما صوابا

تبجح وهو لم يبلغ نصابا ... فكيف يكون لو بلغ النصابا

طفا في عيلمي بعد انتفاخ ... له فحسبته فيه حبابا

وبعد هنيهة مرت عليه ... تضاءل في الغطمطم ثم ذابا

عراه يوم لاقاني ارتجاف ... فكان كرخمة لاقت عقابا

تجرع يا حسود الماء صردا ... فأنت اليوم تلتهب التهابا

ولم تسكت أخيرا عن رشاد ... ولكن قد أصابك ما أصابا

تقول لذا وذاك أنا بنقدي ... وأن أخطأت في كلمي الصواب

أحاول شهرة في الأرض لاسمي ... وأرجو بعد ذلك لي ثوابا

ولا تدري بأن الجهل داء ... فلا يؤتي الفتى إلاَّ عذابا

وأن أهلك فلا تفرح لهلكي ... سيملأ فاك أنصاري ترابا

ورب منافق في الوجه أطري ... فلما غاب اقرفني وعابا

وليس صديقك المطري وجاها ... ولكن من يصون لك الغيابا

وقد أقصيته عني فوافى ... يعفر خده وبكى وتابا

ولكن الذئاب الطلس مهما ... أرتك وداعة تبقى ذئابا

قرضت الشعر بالشعر افتتانا ... ولم اطلب به المنن الرغابا

ولو شاهدت في مصر اصطدامي ... بمن قد جاء يصدمني غلابا

جرى وجريت في بحر خضم ... وكان البحر يضطرب اضطرابا

لراعك منه يومئذ عباب ... أتى متدفقا يلقي عبابا

وفي بيروت قبلا إذ أقاموا ... لي الحفلات تنصب انصبابا

جلا من أهله الإعزاز همي ... فلذ العيش لي فيه وطابا

جميل صدقي الزهاوي

<<  <  ج: ص:  >  >>