ما يستشهد بصاحب المصباح العربي الصميم ليرد مزاعم من لم يكن في عرقه ذاك الدم المحض العدناني، والتحقيق فيه جار عما هو من قبيل طالق وطالقة.
كثيرا ما نسب المؤلف أمورا لم يقل بها اغلب الرواة والكتبة، أما المحرر فقد ذهب إلى ما خالف فيه أستاذه، راجع مثلا ما جاء في الحاشية ٢ من ص٥ والحاشية ١ من ص٥٢ والحاشية ٤ من ص١١٧ والحاشية ١ من ص١٧٩ والحاشية ٢ من ص٢٣٥ والحاشية ١ من ص٣١٤
وكل مرة تفرص المحشي فرصة ليحمل على أصحاب بعض أهل البدع والخرافات فإننا نراه لا يغادرها إلاَّ ينزل عليهم كالصاعقة المهلكة، ولو خفف من عبارته لكان اجمل به واحلم. فانظر رعاك الله ما قال في حاشية ص٣٢٠ فإنه يحمل على بعض الحشوية حملا يكاد يحرقهم لو لم يكن كلامه حروفا مخطوطة على ورق وإلاَّ لو انقلبت كلمه نارا متقدة لما أبقت إنسا ولا جنا.
وفي الحاشية ١ من ص٣٢٢ يرى المحقق أن من العرب من كان يحرق الناس إذا ما رأوا فيهم ما يجلب العار على أهل البيت. وزعم بعض الجهلة أن المسلمين لم يأتوا مثل هذه الأفعال المطهرة للآداب، زعم لا سند له يكذبه التاريخ وأولوا التحقيق.
لا يمكننا أن نذكر كل ما في هذا الجزء من المنافع والشروح والإفادات إذ نشاهدها في كل صفحة من صفحاته، والمقام لا يجيز لنا الإسهاب في هذا المعنى فلنتركه الآن لنقول كلمتنا عن الجزء الثالث وما فيه من التحقيقات في جزء آت.
٣٩ - الأخلاق
جريدة أدبية علمية تصدر في الأسبوع مرة موقتا
برز العدد الأول من هذه الصحيفة نهار الجمعة ١٨ جمادى الآخرة ٣٤٥هـ أو ٤ كانون الأول سنة ١٩٢٦ صاحب امتيازها عبد الرحمن البناء ومديرها المسؤول المحامي محمد
الهاشمي. ومن أهم مراميها السعي وراء إصلاح الأخلاق وهو من اشرف المساعي فنتمنى لها النجاح والعمر المديد، ونحن نخشى أن لا تعيش طويلا لأن غايتها من أسمى الغايات والبلاد لم تتهيأ بعد لمثلها.