تملك ابن سعود على الحجاز وترك نجد وسكانها في حالة الإهمال فأحرج صدور المقدمين بين الأخوان (أي الوهابيين) فإن زعيمهم الكبير فيصل الدويش وزميله سلطان ابن حمبد ينظران شزرا إلى ابن سعود لأنه أخذ ينظم له جيشا على الأصول المعروفة في هذا العصر، والزعيمان يتصوران أن ابن سعود يحاول ضرب الأخوان ضربة قاضية، ولهذا اجتمع الزعيمان برجال آخرين من أصحاب النفوذ من الأخوان وعقدوا مؤتمرا في الارطاوية وكانت الرئاسة فيه لفيصل الدويش. وبقيت مواضع ذلك المجتمع سرا مكتوما على أن بعضهم تنسم الأخبار فعرف أن بعض الحديث كان عن هذه الأمور:
١ - يسأل الأخوان السلطان ابن سعود عن أهل العراق والكويت ليعرفوا أهم أعداء أم أصدقاء، فإن كانوا أعداء فيطلبون منه أن يحاربوهم، وأن لم يكونوا أعداء فيطلبون الاختلاط بهم ومسابلتهم.
٢ - إن الأخوان لاحظوا أن ابن سعود حاد عن الشريعة بعد أخذ الحجاز ولهذا قرروا أن لا يقبلوا منه صلة أو هبة ما لم يعرفوا منه أيجري على الشريعة أم يبقى سائرا سادرا في وجهه. هذا بعض ما شاع عن أسرار ذلك المجتمع.
وعلى كل حال أن فيصل الدويش يحاول أن ينشئ حزازات في صدور الأخوان ليحملهم على ابن سعود ويفهمهم أنه حاد عن منهج الأخوان متبعا مطامعه وأغراضه الشخصية إذ ترك الأخوان بلا مال ولا عمل، ومنعهم عن الغزو والنهب، مشيرا عليهم بالصوم والصلاة
لا غير وهذا كله لا يلهي الأخوان ولا يسوقهم إلى الإمعان في البلاد المجاورة لهم.
١٩ - الدكتور الشهبندر
قدم العاصمة زعيم الثورة السورية الدكتور عبد الرحمان الشهبندر في العقد الأول من شهر كانون الأول ومعه مظهر البكري وشاكر العاصي. وقدم إلينا أيضاً وفد سوري لجمع الإعانة لمنكوبي القطر الشامي. وفي الوفد حسن الحكيم ومحمد الشريقي وعبد اللطيف العسلي.
وقد أقيمت لهم عدة حفلات اظهر فيها العراقيون ما لهم من الشواعر في مشاطرتهم إخوانهم مصائبهم وأحزانهم.