أخذت طائفة كبيرة من عشائر شمر والصائح بزرع الأراضي المجاورة لنهر (العظيم) قرب سامراء وأراضي (العيث) وقد طلبوا إلى الحكومة أن تجيز لهم زراعة تلك الأرضين فأذنت لهم وساعدتهم.
قلنا: وانتقال أهل الوبر إلى المدر هو الامتدار وهو أول درجة من التحضر قال في اللسان: (والعرب تسمي القرية المبنية بالطين واللبن: المدرة وكذلك المدينة الضخمة يقال لها المدرة) أهـ. ولا جرم أن الكلام هنا عن القرى والمدن التي تبنى بالمدر وهي مدن الآخذين بالتحضر، وهذه العيشة بين الوبر والمدر أو أن شئت فقل: بين المدر والحضر هي ما يسميه الإفرنج (نصف التحضر - فيكون انتقالهم بعد ذلك إلى الحضارة التامة أهون واسهل فعسى أن تسعى حكومتنا إلى إمالة سائر أهل البادية إلى الامتدار ثم إلى التحضر.
١٦ - معاقبة الغزاة بقرب الرطبة
إن الغزاة الذين نهبوا (الجهرة) وسلبوا من أهلها اكثر من ألف بعير لم تهنأ سرقتهم وذلك لأن الطيارات التي أخذت تنفض البادية وتساعدها على عملها الطيارات المحلقة من فوقها في ٢٠ تشرين الأول رأى أصحابها بعضا من الغزاة فأصلتهم نارا حامية في جنوبي آبار الرطبة وألحقت بهم عدة خسائر وقبضت على مائة من الاباعر المنهوبة ولابد من أن تتبع من بقي منهم.
١٧ - الباخرة مجيدية
بينما كانت الباخرة مجيدية تصعد دجلة خارجة من البصرة طالبة بغداد اصطدمت ببقايا إحدى البواخر الثلاث التي غرقت في زمن الحرب الكبرى بالقرب من الشيخ سعد على بعد ٢٨ ميلا من جنوبي كوت الإمارة فخرقتها فدخل الماء إلى انبارها فلم يتمكن ربانها من تسييرها فأضطر فصل الجنيبتين (الدوبتين) عنها ومال بها إلى الشاطئ.
وكان في بعض شحن الباخرة المذكورة سكر فتضرر جانب عظيم منه. وكانت تلك السفرة الثمانين بعد الثلثمائة من عهد إنشائها.