للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدفاع، حتى انتشرت في أقطار الأرض سمعة العرب لدربتهم في المغازي والحروب على أحسن وجه عرفت في عهدهم. ولهذا ناوأهم كثيرون حتى من أبناء عدنان أنفسهم، من أولئك الذين كانوا يريدون أن يصرعوهم بعد أن يجندلوهم من علو عرشهم، ولما لم يتمكنوا من البلوغ إلى أمنيتهم في ذلك العهد أوسعوهم شتما وسبا وكالوا لهم الكذب جزافا.

على إن التاريخ قد حفظ لهم في بطونه حقائق لا تتشوه وأن مسخها أعداؤهم ولم نر من الناطقين بالضاد من قام يثأر لهم مثل صديقنا الوفي (أنيس زكريا النصولي) فإنه انشأ هذا الكتاب بروح جردة من كل تعصب أو انحياز إلى قوم أو إلى مذهب فجاء كتابه من احسن ما كتب في التاريخ فضلا عن بني أمية.

ولا جرم أن الحقيقة التي شبهها العلماء في كل عصر ومصر بالشمس الساطعة النور لا توافق الخفافيش، أولئك الذين يريدون أن يعيشوا في الظلمات وأن يعيش معهم في تلك الحنادس كل من ضارعهم هذا السفر الجليل يثير قوما على صاحبه لكن ماذا يضره سب

الجهلة إذا اقر لعلمه الجم وأدبه الوافر أصحاب الدراية ومحبو التاريخ الصادق. لابد للمرء من قادح ومادح، لابد له من عدو وصديق فخير لذلك المرء أن يكون عدوه القادح به من صغائر الكتبة ودهمائهم من أن يكون له عدوا من هم من أصحاب القدم الراسخة في تعرف الأخبار وترسم الأنباء وتوسم الحقائق.

على إن إقرارنا بفضل الكاتب المحقق لا يزين لنا استحسان كل ما ورد فيه ففي تصنيفه بعض الشوائب كنا نود أن تكون خالية منها من ذلك:

١ - خلوه من فهارس للأعلام. فالكتاب الذي عدد صفحاته يناهز الأربعمائة يليق به أن يزين بفهارس ليتمكن المطالع من الرجوع إليه عند الحاجة.

٢ - اختار لكتابة الأعلام الإفرنجية حروفا لا يقرأها إلاَّ إبليس ولا تكاد كلمة من تلك الأعلام تسلم من خطأ. وقد اختار أيضا خط الرقعة للإشارة إلى مضامين الفصول، وفي تلك الحروف نقص يظهر في بعض الكلم إذا ما انعم القارئ نظره في استجلائها.

٣ - عني الكاتب اشد العناية بالفصل الأول، وما اقبل على الفصل الثاني إلاَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>