للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سوسب) أو سوسب وراح بمعنى نجا وذهب أو خرج خلسة من فعل (ش وز ب) الباء تقرأ واوا في هذا اللفظ على الطريقة الارمية بمعنى خلص ونجى وفعل (اشتوزب) نجا (وبيت شوزبا) مهرب ومفر.

هذا ما جمعناه من الألفاظ الارمية في لغة العراقيين العربية بعد جهد طويل، إلاَّ أننا لا ندعي الإصابة في كل ما قلناه بل ربما هناك بعض الآراء التي لا يوافقنا عليها العلماء البحاثون فنحن أول من يرجع عنها عند ثبوت الحجة وإقامة البرهان لأن غايتنا علمية

بحتة وقبلتنا الحقيقة ليس إلاَّ. كما لا نجهل أنه فاتتنا طائفة من الألفاظ لم ندونها فنشكر كل من ينبهنا عليها إتماما للفائدة.

ولا مندوحة لنا عن ذكر صيغة يستعملها العراقيون في كلامهم وعليها مسحة ارمية بحتة وهي قولهم (قلتله للرجل) و (هل وديته للكتاب) و (قرأته للمكتوب) عوضا عن هل قلت للرجل؟ وهل أرسلت الكتاب؟ وهل قرأت المكتوب؟) أي أنهم يثبتون ضمير المفعول مع ذكر المفعول وهذا منحى الارميين في لغتهم الفصيحة.

وكيف نفسر بدء العراقيين الكلام بالسكون أو قل بحركة مختلسة تكاد تحاكي السكون وفي العربية لا يبتدأ بالساكن بل بأحد المتحركات وعندي أننا العرب نتبع المنطق في ذلك إذ بدء الكلام حركة والوقوف سكون. أما الارميون فأنهم يبدءون كلامهم أما بالسكون وأما بالحركة حسب الكلم وبين الألفاظ التي تبتدئ عندهم بالسكون اسما وأفعال وحروف لا حاجة إلى ذكرها هنا فهل من علاقة يا ترى بين اللفظ الارمي وبين لفظ العراقيين من حيث الابتداء بالسكون فعلى رأيي أن ذلك موضوع بحث يسترعي الاهتمام به.

ومما يلفت الأنظار ويستوقف الأبصار في لغتنا العربية العراقية ورود ألفاظ على وزن (فاعول) بمعنى الفاعل. ومنها (صاعود) للذي يصعد النخل و (قاصوص) للذي يقطع الخشب والطابوق (للآجر) و (الحاصود) للذي يحصد و (الآكول والشاروب والراكوب) للآكل والشارب والراكب كثيرا. ومن أمثالنا أن فلانا لا ينفق شيئا ولا هو مسؤول عن شيء بل هو (آكول شاروب راكوب) و (الباطول) الكثير البطالة ومنه القول المأثور (قطعة

<<  <  ج: ص:  >  >>