للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسبنا مدحا لها أنها نقلت إلى جميع لغات الأمم المتمدنة وراجت اعظم رواج وطالعها ويطالعها جميع طبقات الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وارساسهم وقد قيض لنقلها

إلى العربية كاتب كفو وهو القس توما أيوب الحلبي فلقد صاغها في مبنى عربي متين لا غبار عليه سوى أنه اختار عويص الألفاظ لإفراغ تلك المعاني في القوالب العربية فلم تجيء العبارة متدفقة أو سلسة مع أن المشهور أن إنشاء الروايات يجب أن يكون خاليا من كل غريب في اللفظ والمبنى وأن يكون قريب المنال: ولهذا لا نوافق الكاتب على بعض التعابير كقوله في ص١٢ وتحت الرواق نشاهد شيئا كثيرا من الاساود والاشذاب الفاخرة. وهو يريد أن يقول: ونشاهد في الرواق شيئا كثيرا من الأدوات والأثاث الفاخرة. ومثل هذا التعقيد في كل صفحة. وتعديدها يطول. والكتاب لا يخلو من أغلاط الطبع أو لعلها من أغلاط النسخة الأولى أو من وهم المترجم نفسه كقوله في ص٩ من السنة الاثنتين والثلاثمائة. والمشهور من السنة الثانية والثلاثمائة. وفيها: يبتغون التسلي والنزهة، والأحسن والتنزه لأنه معطوف على التفعل. وفيها ميدان مرس، والأشهر ميدان المريخ لأن مرس عندهم من آلهة الحرب وهو المريخ بالعربية أو أن يقال ميدان التدريب لأن الجيوش كانت تدرب فيه على المقارعة والطعان، وفي ص١٢ في فناء المنزل الأولى. وقد تكرر تأنيث الفناء مرارا عديدة في الصفحات التالية. وفناء مذكر لا مؤنث كما هو مشهور. وفي ص١٣ الميشولوجية والصواب الميثولوجية بثاء مثلثة. وفي ص١٤ بزجاج سميك، والزجاج لا يكون في مثل هذا المقام سميكا (أي مرتفعا) بل ثخينا والسميك بهذا المعنى شامية عامية لا يعرفها الفصحاء وفي ص١٥ ليس مرجعة لفائدتها. . . وكانت إبرتها. . . على المضدة. . . إنما هي حليها عدلت عن استعمالها. . . والصواب إلى فائدتها. . . على المنضدة. . . عدلت عن استعمالها. وأحسن منها: إنما هي حليها عدلت عن لبسها، لأن الحلي تلبس. وهكذا يتعثر القارئ في كل صفحة تقريبا بشيء من خطأ الطبع أو خطل الوضع أو بتعبير يحتاج إلى تدفق وتسلسل.

على إن هذا كله لا يمنع المطالع من تذوق ما في تلك الرواية من حسن الأسلوب وبراعة التخييل وبداعة التمثيل. فنحث القراء على الوقوف عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>