للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشارح لم يراع أحدا وربما انتصر لرأي ضعيف ليحمل على من يريد أن يؤذيه بقرصات لسانه ففي ص٤٢٥ ضبط اسم القطامي الشاعر المشهور بفتح القاف ثم قال في الحاشية: (بفتح القاف وضمها كما نص عليه ابن الشجري في اماليه. والمجد في قاموسه. وعبد الرحيم العباسي في معاهده. وقول إبراهيم اليازجي في مجلة الضياء: إن الصواب الضم وهم من أوهامه الناشئة من غروره وهوسه وقلة تتبعه ودرسه!) اه

فكان يحسن بالأديب المتبحر أن يذكر لنا نص ابن الشجري والمجد وعبد الرحيم وإبراهيم اليازجي لنحكم الحكم الصادق، أما المجد فيقول: القطامي ويضم: الصقر. . . وشاعر كلبي. . . وآخر تغلبي. . . فالظاهر من هذا الكلام أن الفتح احسن من الضم إذ قدم الأول على الثاني لكن الزبيدي يقول في تاجه الفتح لقيس وسائر العرب يضمون: فهذا كلام يشعر أن قريش تضم وكذلك سائر العرب، وليس من يضم الأول إلاَّ قيس. والحال قيس دون قريش فصاحة وإن كانت من القبائل التي اخذ عنها اللسان العربي (راجع المزهر طبعة بولاق ١٠٤: ١) وقال ابن مكرم في مادة قطم: القطامي (وضبطها ضبط قلم بالضم) الصقر وبفتح. . . قيس يفتحون وسائر العرب يضمون اه. وعندنا كتب تاريخ وأدب وشعر ولغة مطبوعة بعناية المستشرقين في أوربة ومؤلفو تلك الأسفار من العرب الأقدمين، ولم نجد من ضبط اسم القطامي بالفتح لكنهم جميعهم ضبطوه بالضم ولم ينبهوا على الفتح أبدا. وكل

مرة ورد اسم هذا الشاعر في المعلمة الإسلامية ضبط بالضم ولم يضبط بالفتح مرة واحدة.

وصاحب المزهر (طبعة بولاق ٢١٤: ٢) قال: القطامي (ولم يضبط حروفه) اسمه عمرو بن شتيم. فهذا هو الغلط الصريح لا غلط اليازجي والصواب أن اسمه عمير (كزبير) بن شييم (مصغر وبشين وياءين وميم)

وكنا نود أن نقف على عبارة اليازجي نفسها لنرى أخطأ الشيخ إبراهيم من قال بالفتح وعلى أي شيء اعتمد ليذهب إلى ماذهب؟ وعلى كل حال يظهر من كلام اللغويين أن الضم لغة العرب جميعهم إلاَّ قيسا والخطب هين لأن الجوهري اللغوي المدقق الكبير يقول في صحاحه: القطامي بالضم لقب شاعر من تغلب

<<  <  ج: ص:  >  >>