للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى أننا إذا أردنا أن نرى طائفة من هذه الأعمال مجموعة في مكان لاضطررنا إلى أن نذهب إلى ديارهم لنشاهد فيها ما يزين متاحفهم ودور الآثار عندهم.

ولقد سعى أحد الروس قبل الحرب إلى جمع نفائس عديدة من بدائع الفن العربي وزين بها قصره؛ إلاَّ أن الحرب المشؤومة جاءت ففرقت وبددت وحطمت وأتلفت شيئا كثيراً مما يدخل في هذا الباب، حتى أنه ليموت الأثري أسفا على ما يسمع أو يقرأ أن لم يكن قد شاهد بنفسه شيئا من تلك الفظائع الهائلة.

فلقد كان عندنا مثلا خزانة عامرة بالمصنفات من مخطوطة ومطبوعة من مصورة وغير مصورة. ولما سقطت بغداد عبث الجهلة بتلك الفرائد والنفائس فمزقوا شر ممزق كل كتاب مصور مهما كانت تلك الصور.

كان عندنا من جملة المخطوطات كتب نبات وحيوان وطب وكيمياء فيها رسوم بديعة منها ملونة ومنها غير ملونة فأتلفت كلها عن آخرها.

كان عندنا كتب فلك وهندسة وتاريخ وبلدان وحساب يزينها مختلف الرسوم فلم يبق منها السفلة ورقة بل أحرقوا كتاب حياة الحيوان الكبرى المطبوع في إيران وكان مصوراً، وأحرقوا معه كتاب الهندسة لاقليدس وكتاب عجائب المخلوقات وزيج الصابئ لأنه كان فيهما بعض الرسوم الهندسية أو بعض الأشكال العلمية.

هذا ما رأيناه بأعيننا وشاهدناه بنفسنا مع غيرنا وهو أمر لا يخفى على كل بغدادي. وقد وقع ذلك في ال ٧ من آذار سنة ١٩١٧.

وليس مرادنا هنا أن ننكأ جرحا كاد يندمل مع الزمان. إلاَّ إننا أردنا أن نبين أن الناس على اختلاف طبقاتهم قد يكون فيهم جهلة؛ والغالب بينهم أناس يقدرون أعمال السلف. ولهذا أردنا أن نذكر هنا ما كان قد جمعه أحد الأفاضل من الروس من تراث المسلمين ووقفنا عليه في مجلة مجمع العلماء الروس في لننغراد وأهدانا إياها صديقنا أغناطيوس كراجكوفسكي والمقالة للسيدة ف. كراجكوفسكايا. وقد لخصا لنا صديقنا المحبوب الكرنل أو آ، فرتسكيو مترجما إياها من الروسية وهذه زبدتها:

٢ - عروض فنية إسلامية ترى في دار التحف الفنية في

كبيف

طالعت في مذكرات لجنة المستشرقين المطبوعة في لننغراد، والتي نشرها

<<  <  ج: ص:  >  >>