للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من رصد إلاَّ لكي لا يختلط أسم المرصد (للآلة وهو بكسر الميم) باسم المرصد (للمكان وهو بفتح الميم) وهناك أمر آخر وهو: إذا سبقنا أحد الأدباء إلى وضع لفظة وأدت ما في الخاطر من الأمنية أو من الوضع، فلا يحسن بنا أن نضع كلمة ثانية وثالثة ورابعة إلى ما لا نهاية له، فذلك ما

يؤدي إلى الفوضى؛ دع عنك أن في قولك (المدناة) مخالفة جمهور النحاة أو الصرفيين وأن لم تخالف ما نقله لنا اللغويون من أسماء الآلة؛ ولهذا أن جمعنا رأي النحاة إلى رأي اللغويين كانت الفائدة أجزل والنتيجة أحسن وأوثق. وعليه: لو قبلنا من باب الفرض كلمة مدناة فلا نقبلها إلاَّ بصورة (مدنية) (وزان محسنة) لأننا بصيغتنا هذه نرضي فريق اللغويين وفريق النحاة، وليس في ذلك أدنى تقييد أو تسجيل على اللغة بالقصاعة والقماءة والكدو أو الحجر أو مهما أردت أن تسميها؛ وسوف ترى أن تسمية الآلة بأسماء متخذة على صيغ أسم الفاعل أو من قبيل أسم الفاعل هو أوسع باب يمكننا أن نلجه لنبلغ غايتنا.

وما نقوله عن عدم استعمال (المدناة) نقوله في عدم اتخاذ (المدفأة) في معنى (المدفئة) واستعمالنا الصيغة الأخيرة أفضل من استعمالنا الصيغة الأولى لأن في

<<  <  ج: ص:  >  >>