مزق المزيد هو أصل ثلاثي مجرد لم يذكره اللغويون لأنه ممات؟ كما لا نرتاب في أن غنى ممات بخلاف غنى المزيد فهو مشهور المعنى. وأشتق السلف معنى مزق من المزقة كما اشتقوا (العندلة) من العندليل أو العندليب، قال في اللسان:(العندليل: طائر يصوت ألواناً، والبلبل يعندل أي يصوت وعندل الهدهد: إذا صوت، عندلة) اهـ.
وعليه أننا نرى أن مرق بالراء تصحيف مزق بالزاي وليس العكس كما ذهب إليه علماؤنا الأقدمون لأن ليس لمادة مرق بالراء معنى يثبت له الغناء بخلاف مزق بالزاي فأن اشتقاقه من المزقة الطائر المغرد أي الهزار أو العندليب هو أمر لا ينكر. فقال أجدادنا (مزق) بالزاي كما يقول الإفرنج اليوم هذا فضلاً عن أن المزقة تقارب في مادتها مادة الزقزقة.
ومن غريب ما يجب إثباته أن عوام العراق (لاحظ قولي: عوام العراق، إذن لا خواصهم) يسمون الموسيقي: مزيقة (وزان حقيقة) والحرف الذي يلي الميم هو زاي لا سين؛ فهم أقرب الناس إلى السلف البعيد واضع اللفظ من الخواص البعيدين عنهم والقريبين من الإفرنج وهم يجمعونها على مزائق كحقيقة وحقائق فهي عندهم أسم مصدر مثل نصيحة ونصائح.
وأن سألت اليونانيين أو الإغريق: من أين أتيتم بكلمة (موسيقي)؟ أجابك لغويوهم للحال هي من وباللاتينية وهي معبودات العلوم الفتانة وهن تسع وكن يرأسن تلك العلوم والفنون ولا سيما الفصاحة والشعر. وأن ألحفت في السؤال وقلت لهم: ومن أين جاءتكم كلمة (موز) المذكورة وقفوا بين يديك مكتفي الأيدي واجمين أو قبلوا أنها مشتقة من مادة أو ومعناها فكر وعلم، قلنا: وهذه المادة أيضاً بهذا المعنى ندعيها لنا وهي من (مأن)(المهموز العين) أي علم وفكر (لسان العرب)
ولهذا نقول أنكم يا أبناء الغرب أخذتم كلمتكم من أجدادنا حينما كان سلفكم يساكن سلفنا متجاورين متحابين لأن وضع الألفاظ الثنائية المقطع هو من خواص اللغات السامية ولا سيما من مزايا اللغة العربية وأغلب الألفاظ