للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليونانية الوحيدة الهجاء أو الثنائية من أصل عربي ولنا أدلة على هذا الرأي وشواهد تسنده.

أما المولدون من أجدادنا فأنهم فعلوا ما يفعل اليوم بعض معاصرينا من العوام. أي أنهم يتلقون من الإفرنج ألفاظاً متفرنجة وهي في الأصل عربية، مثل كلمة مخزن فأن الإفرنج نطقوا بها مغزن أو مكازن أي واليوم يستعدونها بصورة (مغازة) جاهلين أن هذا الحرف عربي النجار والمحتد وليس للإفرنجية فيه حظ، وهناك مفردات كثيرة كلها من هذا القبيل.

فعندي أنه خير لنا أن نقول: مزق عوض دق على آلة موسيقي أو ضرب بآلة موسيقي أو عزف على آلة غناء أو غنى أو غيرها. وخير لنا أن نقول (مزيقة) من أن نقول (موسيقي)

فتلك من لساننا وهذه من محرف كلامنا. ويحق لنا أن نسمي المعبودات المعروفات بالموزات ممرقات أو ممزقات أي بالراء أو بالزاي بدون فرق أو أن نبقيها على حالتها أي الموزات، من بلب تغيير اللفظ لأحداث تغيير في المعنى.

وهنا لابد من أن نبحث عن نوع الغناء الذي خصه السلف باسم التمزيق أو التمريق وهو المرق أيضاً وأصح منه المزق (وأن لم يذكره اللغويون):

قال في لسان العرب: التمريق: الغناء. وقيل هو رفع الصوت به. قال:

ذهبت معد بالعلا ونهشل ... من بين تالي شهره وممرق

والمرق بالسكون (أي بسكون الثاني): غناء الإماء والسفلة. وهو أسم والممرق (كمفخم) أيضاً من الغناء: الذي تغنيه السفلة والإما. ويقال للمغني نفسه: الممرق (كمحدث) وقد مرق يمرق تمريقاً: إذا غنى. وحكى ابن الأعرابي: مرق بالغناء. وأنشد:

<<  <  ج: ص:  >  >>