للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(بالتشديد) وأصله سيود، وأصل هذا على ما عندي ساود. لكن بإمالة الألف إلى الياء أي سايود بمعنى سائد. وكذلك القول في كل فيعل بتقديم الياء على العين والألفاظ كثيرة من هذا القبيل وكلها مشتقة من الفعل جونا كالكيس والعين والجيد والقيم والعيل والميت إلى غيرها وتعد بالمئات. وأنت تعلم أن وزن فيعل (المكسور العين) لا وجود له في الصحيح من كلامنا. وهذا ما يدلك على أن فيعل هو إمالة فاعل الأجوف لا غيره والإمالة تكثر في كل وزن فاعل كما لا يخفى عليك وكما تلقيته عن أساتذتك.

٧ - شهادة اللغويين الواضحة

يؤخذ من عدة نصوص للصرفيين والنحاة واللغويين أن الإمالة على ضربين: إمالة محضة وإمالة بين بين، وسموا الإمالة المحضة (ثقيلة أو إضجاعا) والإمالة بين بين عرفوها باسم (الإمالة الخفيفة) أيضا - قال السيد مرتضى صاحب تاج العروس في مادة أف ف: أفي بغير إمالة (أي بالحرف الإفرنجي وافى بالإمالة المحضة (أي وقد قرأ به، وافى الإمالة بين بين (أي وقد قرأ به أيضا، والألف في الثلاثة للتأنيث) أه كلامه.

فهذا نص صريح للفظ قديم يدل أحسن دلالة على ما كان عند العرب منذ العهد العهيد على نوعي الإمالة وهو كلام نفيس يقدره العلماء حق قدره على صدق فكرتنا ورأينا.

وفي التاج أيضاً: قال ابن الأثير: قد أمالت العرب (لا) إمالة خفيفة والعوام يشبعون إمالتها فتصبر الفهايا، وهو خطأ. وهذه كلمة ترد في المحاورات كثيرا وقد جاءت في غير موضع

من الحديث، ومن ذلك في حديث بيع الثمر: (أما لا فلا تبايعوا، حتى يبدو صلاح الثمر). وفي حديث جابر: (رأى جملا نادا، فقال: لمن هذا الجمل؟ وفيه: فقال: أتبيعونه؟ قالوا: لا: بل هو لك فقال: أما لا: فأحسنوا لوليه حتى يأتي أجله؟) قال الأزهري: أراد أن لا تبيعونه فأحسنوا إليه: و (ما) صلة. والمعنى: ألا: فوكدت بما. و (أن) حرف جزاء هنا. قال أبو حاتم: العامة ربما قالوا في موضع (أفعل ذلك) (أما لا، أفعل ذلك، باري) وهو فارسي (أي كلمة باري. وهي تستعمل في بغداد إلى عهدنا هذا) مردود. والعامة تقول أيضا: (أمالي) فيضمون الألف وهو خطأ أيضا

<<  <  ج: ص:  >  >>