القرن السابع عشر إذا صح ما قاله أورثاليوس في رحلته التي جاء فيها في ص٣٦٠ (. . . والمتعارف أن (عراق أثور) يسمى (العراقيين). وجاء في (أوليا جلبي سياحة نامة سي) المطبوع في
الأستانة سنة ١٢١٥هـ المجلد ٤٠٧٠٤ ما قوله في الخطبة التي قرأت بين يدي السلطان مراد الرابع بعد فتحه بغداد سنة ١٠٤٨ مولانا خادم الحرمين الشريفين ومولانا ملوك (كذا بمعنى ملك أو أن الأصل هو ملك ملوك فنسي المرتب الكلمة الأولى) العرب والعراقيين.
سألت الأعراب في المنتفق عما يقصدونه بالعراقيين الواردة في لقب ابن قشعم فجاء تعريفهم مطابقا لسقي الفرات الذي ذكرته وهو الذي يعرفونه بالعراك وعللوا التثنية باحتمال قسمة ذلك السقي إلى شمالي وجنوبي أو إلى شرقي وغربي ولكني لا أظن بصحة قولهم هذا وللأعراب أيضا حدس آخر هو أن العراقيين هما ذاك السقي وما فوقه إلى حد يجهلونه فلم يوقفونا على سبب التسمية وفاتتهم المعرفة بأن البصرة كانت أحد هذا العراقيين في عهد بعيد جدا.
ويمكن لبعضهم أن يعللوا سبب تلقيب ابن قشعم بشيخ العراقيين توسعا يوم كانت فارس مستولية على العراق. وعلى وجه آخر أنه أريد بهذا اللقب أنه شيخ برية الكوفة والبصرة لواقعة لعلها حدثت في أنحاء البصرة كان له فيها الظفر والغلبة؛ قلت لعلها لأني لا أقبل ما قاله في غاية المرام من أمر مانع وابنه محمد وسعدون ابن الأخير منهما الذين عرفهم بأنهم أمراء آل قشعم إذ أن الصحيح أنهم شيوخ المنتفق بلا شك ولا شبهة، أو أن غزية (بفتح الغين وكسر الزاي وتشديد الياء المفتوحة وفي الآخر هاء) وهم آل رفيع (بضم الراء وفتح الفاء) وآل حميد (بضم الحاء وفتح الميم) وساعدة (بكسر العين) وآل بعيج (بالتصفير) وغيرهم أطلقوا عليه ذلك اللقب الضخم لما كان لابن قشعم من السلطة والنفوذ ولا سيما على ضفتي الفرات وبالأخص على الغربية منهما حسبما روته كتب التاريخ العربية والتركية والفارسية.
ولقد بقي على الفرات لهذا البيت رسم من تلك الأيام الغابرة حفظته النسبة