للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونوه بذكر الخرد الغيد وأسقني ... مداما كريق الغانيات عقاره

يطوف به ظبي من الأنس أهيف ... يجول بمستن الوشاح أزاره

عزيز إذا يرنو فصارم لحظة ... يفل حدود الماضيات غراره

فقد غردت ورق المسرة بالهنا ... وأصبح روض الأنس غضا نواره

وهبت لنا من ذلك الروض نفحة ... تضوع منها شيحة وعرارة

وقوله من قصيدة يرثي بها الإمام الحسين (عليه السلام):

يا منزل الأحباب والمعهدا ... حياك وكاف الحيا مرعدا

وأنهل منك الروض عن ناظر ... إن ظل يبكي يضحك المعهدا

وأفتر ثغر الروض واسترجعت ... فيك ليالي الملتقى عودا

إني وسلمى قربت للنوى ... عيسا وللتوديع مدت يدا

ما بالها لا روعت روعت ... قلبي لدى المسرى برجع الحدا

بانت فما ألفيت في عهدها ... إلا فتيت المسك والمرودا

هلا رعت عهد الصبا وأرعوت ... كيلا تجوب البيد والفدفدا

صدت وظني أنها أنكرت ... مني بياض الشيب لما بدا

لم تدر أن الشيب في مفرقي ... قد بان مذ بانت بنو أحمدا

بانوا ولي قلب أقام الجوى ... فيه وجنبي جانب المرقدا

كم أعقبوا لي يوم ترحالهم ... وجدا بألوان الحشا موقدا

إن لم أمت حزنا فلي مدمع ... يحيي الثري أولم أكن مكمدا

وقوله منها يصف شجاعة الهاشميين وبسالتهم حين نزلوا الحرب وأشتبك القتال بين الطرفين:

قامت لدفع الضيم في موقف ... كادت الأبطال أن تقعدا

شبوا لظى الهيجاء في قضبهم ... لما تداعوا أصيدا أصيدا

يمشون في ظل القنا للوغى ... نبها متى طير الفنا غردا

من كل غطريف له نجدة ... يدعو بمن يلقاه لا منجدا

يختال نشوانا كأن القنا ... هيف تعاطيه الدما صرخدا

رهط حجازيون قد أعرقوا ... إذ غار كل منهم أنجدا

<<  <  ج: ص:  >  >>