للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثله لعلي بن جبلة؛ مثله لابن طباطبا، وله أيضا مثله؛ مثله لأبي نؤاس مثله البحتري؛ مثله لأعرابي؛ مثله لأشجع؛ مثله لأبن المعتز؛ مثله لابن طباطبا، ومثل هذا قول ابن المعتز:

والفجر يتلو المشتري فكأنه ... عريان يمشي في الدجى بسراج

إن تكلم متعنت في معنى هذا البيت فقال هذا العريان الذي ذكره يجوزان، يكون أسود فيفسد التشبيه، قلنا له إنما يحمل الشعر على ما يحتمل فمتى عدل به عن ذلك فسد عامته وسقط أكثره ولله در البحتري في قوله يصف الشعر:

والشعر لمح تكفي إشارته ... وليس بالهذر طولت خطبه

وإنما شبه ابن المعتز الصبح حين يبين ضوءه بالإنسان الأبيض ثم ذكر أن المشتري كالسراج في يده لأنه وقت طلوع الفجر أشد ائتلافا وأبين نورا من الصبح قبل تكامل ضوءه وهذا تشبيه صحيح حسن، ولابن المعتز في المعنى الأول:

أما الظلام فحيرة رق قميصه ... وأرى بياض الصبح كالسيف الصدي

قد أثبتنا قطعة صالحة من نظائر هذا المعنى وتركنا منها أشياء لعلتنا نذكرها في موضع آخر إن شاء الله.

النجاشي الحارثي:

أبلغ شهابا وخير القول أصدقه ... إن الكتائب لا يهزمن بالكتب

تهدي الوعيد بأعلى الرمل من أضم ... فإن أردت مضاع القوم فأقترب

وإن تغب في جمادي عن وقائعنا ... فسوف نلقاك في شعبان أو رجب

أما قوله: إن الكتائب لا يهزمن بالكتب، فهو معنى ما كنا نتوهم أن أحدا من الشعراء قديما أو محدثا أتى به غير أبي تمام في قوله:

السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب

حتى رأينا قول هذا الشاعر فعلمنا أن أبا تمام مائل عليه وإليه أشار وفي هذا البيت على أنه قديم المعنى قويم وهو قوله أن الكتائب لا يهزمن بالكتب إلا أن بيت أبي تمام أتم شرحا وأحسن تلخيصا من القديم وعليه حذا أبو تمام وهو له تبع ومثل المعنى الأول قول أبي تمام: يبادروني كأني في أكفهم الخ ومثله لأخر؛ مثله الملوك بن عمر: مثله ليزيد بن أنس؛ مثله لعبد الله بن الزبير الأسدي.:

<<  <  ج: ص:  >  >>