والأصل في هذا المعنى قول عنترة:
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحرب دائرة على ابني ضمضم
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والناذرين إذا لم ألقهما دمي
حدثنا الصولي عن أبي العيناء قال: قال أبو عمرو بن العلاء انصرفت يوما وقت الهاجرة من مجلسي في المسجد الجامع بالبصرة وكان يوما حارا نبينا أنا في بعض الشوارع إذ سمعت خلفي صرير نعل فألتفت فإذا عيار متشح بإزار أحمر فقبض علي واخرج من حجره سكينا فوضعها اتجاه قلبي ثم قال كيف تروي يا أبا عمرو بيتي عنترة: ولقد خشيت بأن أموت والبيت الآخر الذي يليه فأنشدته:
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحرب دائرة على ابني ضمضم
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والناذرين إذا لقيتهما دمى
فقال إياك أن ترويهما هذه الرواية فما كان عنترة يستحذي هذا الاستخفاء فوالله لولا خلتان أحدهما أني لم أتقدم إليك بشيء والأخرى أن أفجع أهدى الأرض بك لمكنتها يعني السكين من قلبك. فقلت كيف أرويهما - جعلت فداك - قال أروهما:
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحرب دائرة على ابني ضمضم
الشاتمي عرضي بما هو فيهما ... والناذرين إذا لم ألقيهما دمي
قال أبو العيناء فما رواهما أبو عمرو إلى أن مات إلا هذه الرواية.
منظور بن الربيع العامري: ألم تعلموا أني إذا رمت فتكة الخ؛ وقريب منه.
قول الشاعر الخ ومثله الخ.
وهكذا يذكر معنى البيت وما ورد له من الأشباه والنظائر. وإليكم أنموذجا آخر عن صفحات أخرى من الكتاب نذكرها على سبيل الإجمال.
زيد الخيل الطائي:
رأتني كأشلاء اللجام ولن ترى ... أخا الحرب إلا أشعث اللون أغبرا
أخا الحرب إن غضت به الحرب عضها ... وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
مثله له أيضا: وليس أخو الحرب العوان الخ، لهدية بن خشرم مثله: وليس أخو الحرب بمن إذا ما الخ. مثله: وليس أخو الحرب العظيمة بالذي الخ