للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكلمتين الواحدة منها بجانب الأخرى مبينا أن معنى أيضا غير معنى كذلك، فنحن نتحداهم في إبدال (أيضا) (بكذلك) في هذه العبارة.

أما لفظة (أيضا) هي من اللاتينية من المضحكات. نعم إن الكلمة الأجنبية تفيد هذا المعنى،

لكن كيف أنتنا وفي أي عصر وكيف عربت؟ هذا كله من قبيل الأسرار الغامضة وهل من المحتمل أن تكون من تلك اللغة الغربية؟ - فهذا زعم باطل لأن الذي نقل عن الرومان ألفاظ فقهية أو اجتماعية أو سياسية. وليست (أيضا) من هذا الوادي.

والذي نص عليه اللسان هو ما يأتي: (آض يئيض أيضا: سار (كذا في الأصل المطبوع ونظنه (صار) ليتفق وما بعده ولأن صاحب القاموس والتاج والصحاح ذكروا صار من معاني آض ولم يذكروا سار. فليحتفظ به لتصحيح ما ورد في اللسان) وعاد وآض إلى أهله: رجع إليهم. قال ابن دريد: وفعلت كذا وكذا أيضا. من هذا أي رجعت إليه وعدت. وتقول أفعل ذلك أيضا، وهو مصدر آض يئيض أيضا أي رجع. فإذا قيل لك فعلت ذاك أيضا قلت: أكثرت من ايض، ودعني من ايض) اه - ومثل هذا أو يكاد في الصحاح والمصباح.

وفي اللغات الساميات ألفاظ مشتقة كلها من مثل معنى هذا الفعل فمنها من ثاب يثوب. ومنها من عاد يعود إلى غيرهما. فيقول الأرميون: (ثوبا) أو (عود) بمعنى العربية (أيضا). فكيف ينكرون عربية لفظتنا. وما هي أدلتهم؟ سامحهم الله!

٣ - خطأهم في المنسوب

ويكاد جميع الكتاب يخطئون في المنسوب المزيد على ثلاثة أحرف المنتهي بألف أو هاء. فيقولون مثلا فرنساوي وحباروي وجمادوي ومراموي في النسبة إلى فرنسة (أو فرنسا) وخباري وجمادى ومرامى وقد منع العرب ذلك وفصحاؤهم يقولون فرنسي وحباري وجمادي ومرامي فإن الألف أو الهاء تسقط إذا نسبت إلى مثل هذا الأسماء سواء كانت الألف أصلية أو زائدة للتأنيث أو غير التأنيث (راجع كتاب سيبويه طبع مصر ٧٨: ٢ وما على حاشيته لأبي سعيد في الصفحة المذكورة ولغة العرب ٤٨٢: ٤ وما يليها).

<<  <  ج: ص:  >  >>