للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - ليس فقط بل و. . .

ومما كثر فساده. وجل وروده في كلام المعاصرين من أرباب القلم قولهم (ليس فقط لم أرهم منافقين بل وأغلبهم. من مشاهير اللصوص.

فقولهم ليس فقط من سقيم النقل عن لغة الأعاجم:

وزادوا هذه الركة سقما إن زادوا وراء (بل) حرف العطف فقالوا (بل و. . .) وكل هذا التركيب تنفر منه نفس العربي الحر. والمشهور في مثل هذا الموطن قولهم: (لم أرهم منافقين فقط بل كذلك لصوصا وأغلبهم من مشاهير اللصوص) ومثل هذا الكلام ما جاء في كلام الجاحظ في البيان (٩: ٢ من مطبعة الخطيب) (ولم أرهم يذمون المتكلف للبلاغة فقط، بل كذلك يذمون المتظرف والمتكلف للغناء. . .)

وللعرب صيغة أخرى لمثل هذه الفكرة. وهي قولهم: رأيت أغلبهم من مشاهير اللصوص، فضلا عن أني رأيت أغلبهم من المنافقين: وهذا التركيب دور على ألسنتهم وهو أرشق قواما من الأول وإن لم يكن فيه قوة تلك العبارة.

قال في نشوار المحاضرة (٦٢: ١): (وكان يتبعض عليها بالماء. فضلا عما سواه). وفي كتاب العمدة لابن رشيق (ص٢١): (وتناول (الأخطل) من أعراض المسلمين أشرفهم. ما لا ينجو مع مثله علوي. فضلا عن نصراني).

فقد رأيت من هذا أن الجمع بين ليس وفقط متجاورتين لم يرد في كلام أحد فصحائهم، وكذلك الجمع بين (بل والواو) متجاورتين.

تصحيح

نبهنا حضرة صديقنا عبد اللطيف ثنيان أن ما ذكرناه في ص١١٩ سطر ١٤ (خلت البيوت) هو دون (خلت الرقاع) شهرة وإن كان ما وجهنا إليه النظر صحيح لا غبار عليه. وما ذهبنا إليه ص١٢٠ س١١ بقولنا (بمسابلة الركبان) هو (بمساءلة الركبان) فنمحضه الشكر ونقر بضعفنا وخطأنا

(ل. ع.)

<<  <  ج: ص:  >  >>