للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي كل ما يخرج مع الولد من الأقذار وهي: السخد وحبل السرة والسلى ولم ينص أحد على أنها البلاسنتة وحدها أي السغد فأين وجد حضرته أن المشيمة في ما ذكره من النصوص هي البلاسنتة وحدها دون غير.

٢ - للسخد عدة معان نقلناها عن السلف. وكذلك للمشيمة عدة معان لكننا نرى بين معاني السخد شيئا لم يذكره اللغويون لسائر الألفاظ التي تعود إلى الموضوع: وهذا الشيء هو المسمى عند الإفرنج بالبلاسنتة، فهل وجد مثل هذا المعنى للمشيمة؟ ولهذا يحسن بالمدقق أن يخصص معنى دون آخر إذا لم تتيسر له ألفاظ تفيد مفاد ما يريد فيفرز الفظة مع معناها الجديد عن غيرها فيتسع له المجال في موضوع ويهتدي سريعا إلى الضالة المنشودة في موضوع آخر، فهل وجد حضرة المعترض مثل هذا الأمر في المشيمة؟

٣ - لم يصرح أحد بأن المشيمة هي كعكة كما قال. بل أظهر السيد مرتضى في تاجه أنها الغرس وفسر الغرس بما نصه: (الغرس بالكسر ما يخرج مع الولد كأنه مخاط. وقيل ما يخرج على الوجه. وقال الأزهري: الغرس جلدة رقيقة تخرج مع الولد إذا خرج من بطن أمه. وقال ابن الإعرابي: الغرس المشيمة، أو الغرس جليدة رقيقة تخرج على وجه الفصيل ساعة يولد، فإن تركت عليه قتلته. . . اه ولم نجد أنه قال: الغرس أو المشيمة كعكة. . .!!!

٤ - الدليل القاطع بل القاتل هو ما ذكرناه في تعريب الخوريون (وليس الكوريون كما قال حضرته) أما إن حضرته يشتق الخوريون فلا نوافقه عليه بل الكلمة يونانية ومعناها الجلد أو الجليدة لا الكعك أو الكعكة أو الكعيكة ويقابل اليونانية اللاتينية بالمعنى المذكور.

٥ - قول حضرته: (إن المشيمة لم يرد لفظها مقابلا للطبقة الثانية من العين بل وردت مشيمية بالنسبة) يخالفه دوزي الذي يستشهد بكلام أحد الأقدمين فليراجع هنا في ما ننقله عنه في الرقم ٧.

٦ - إن خالف الكاتب رأي صاحب الجوهر فهذا لا ينقض شيئا من حقيقة المشيمة فهذه غير البلاسنتة كما أن هذه غير تلك.

٧ - أزيد على ما تقدم أن لا معنى لهذه المحاولة الفارغة. فإن المحققين قد مرغوا من هذا الأمر ولا فائدة في العودة إلى إعادة النظر فيه. قبل دوزي في ملحقه بالمعاجم العربية ما هذا حرفه في باب مشيم:

- ١٧

٨ - إن الذي لا يبقى شكا في أن السخد هو البلاستنة أن (السخد) محولة عن (الشهد) على

لغة من يجعل الهاء خاء (راجع المزهر طبع بولاق ٢٢٥: ١) وأما قلب الشين سينا مهملا فأشهر من أن يذكر وأنت تعلم أن الشهد هو القرص الذي يتخذه النحل في خليته أي حلوى طبيعية بينما أن البلاسنتة حلوى مصنوعة.

وبعد هذا التحقيق إذا أراد أحد أن يصر على رأيه فهو مخير: لكن الحق أحق أن يتبع؛ والسلام على من رأى طريق الهدى فاهتدى.

<<  <  ج: ص:  >  >>