للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتعب العين في طلب تلك العناوين أو إن شئت فقل: لكي تستريح العين من النظر إلى حرف واحد لا يختلف البتة بعضه عن بعض في جميع الصفحات.

وفي الحواشي بعض الشروح أو الفوائد منها للمستشرق الألماني وقد رمز إليها بحرف (ك) ومنها لمصحح المطبعة وهو السيد زين العابدين الموسوي وقد رمز إليه بحرف (ح) وفي ص٤ قد علق حضرة المصحح على هذا البيت:

أقادت بنو مروان قيسا دماؤنا ... وفي الله إن لم ينصفوا حكم عادل

يقوله: كذا في الأصول. ولعله: ولله بلام التأكيد. آه قلنا: هذه الحاشية في غير محلها، وما أشار إليه المصحح لا يفيد المعنى الذي توخاه الشاعر.

وفي ص٥ وحولي من نبي أسد والصواب من بني أسد بتقديم الباء على النون.

وفي ص٦ تفادوا فقالوا يالعامر أصبحو. والصواب اصبحوا بألف بعد الواو. ومثل هذه الإغلاظ الزهيدة كثيرة وهي وإن كانت لا تشوه المعنى إلا أنها تمنع القارئ من أن يذهب سراعا في مطالعته.

وفي ص٦:

صدمناهم حتى إذا الخيل عردت ... فرارا منحناهم بصم القنا بخسا

قال المصحح في الحاشية: كذا في الأصول، ولعله نخسا بالنون اه. قلنا: والصواب بجسا بتقديم الباء الموحدة التحتية على الجيم ومعناه الشق والشتم.

وفي ص٧ ذكر بيت لعامر بن الطفيل العامري وهو هذا:

وقد علم المزنوق أني أكره ... على جمعهم كر المنيح المشهر

فقال المصحح يشرح المزنوق: صفة الفرس وهو المربوط بالزناق وهو رباط في جلد تحت الحنك الأسفل اه قلنا: نعم المزنوق بوجه الإجمال هذا معناه أما هنا فيراد به اسم فرس الشاعر، ولو فتح المصحح لسان العرب لوقع على هذا البيت نفسه ولرأى أن المزنوق هنا علم لفرسه.

ومما يؤلمنا في مطالعة هذا الديوان أننا نرى المصحح يخطئ كلما أراد أن يجلي معنى لفظة والمصحح ينتسب إلى أبناء عدنان: بينما نرى الأديب كرنكو يصيب في ما يعلق وهو غريب عن لغتنا. فعسى أن لا نكون في أخريات الأقوام في عقر دارنا؛ بل في لغتنا نفسها!

<<  <  ج: ص:  >  >>