من يجشم البحر والبوصي مركبه ... إلى حضوضى فبئس المركب التمسا
ابلغ لديك أبا حفص مغلغلةً ... عبد الإله إذا ما غار أو جلسا
أني اكر على الأول إذا فزعوا ... يوماً واحبس تحت الراية الفرسا
أغشى الهياج وتغشاني مضاعفةً ... من الحديد إذا ما بعضهم خنسا
٢ - تحقيق حضوضى في نظرنا
وفي تخوم البادية بالقرب من الطريق الذاهب من الحجاز إلى العراق بين الأزرق والقريات موضع يعرف إلى اليوم بحضوضي وهو يقع على بعد خمس عشرة ساعة بالسيارة من عمان عاصمة حكومة الشرق العربي ويوصل إليه عن طريق الأزرق في شرقي عمان ثم من الأزرق يسير القاصد إليه بتعريج إلى الشمال فيلقى في وسط سهل أفيح بحيرة صغيره مستديرة أو كالمستديرة يعلو وجهها طبقه بيضاء كالشيد المروب، يظن الذين تمكنوا من الدنو منها أن هذه الطبقة هي مما تكون من ذلك الماء الآسن الذي لا يعرف من أين ينبع فهي من هذا القبيل بطيحة من البطائح اكثر منها بحيرة من البحيرات.
وفي وسط هذه البحيرة بناء قائم إلى الآن أشبه شي بالمباني والقلاع الرومانيه التي تكثر في تخوم البادية مثل قصر زيزاء. وقصر الزرقاء. وهذا البناء مغمور من جميع جوانبه بماء البحيرة التي لا يجرؤ على الدنو منها أحد لاعتقاد البدو بأنها تبتلعهم أو تلحق بهم الأذى ويقدر أحد الذين وصلوا إلى هذه البحيرة أن مساحتها لا تزيد على أربعة آلاف متر مربع، ويقول أن حول شاطئها عظاماً ورفاتاً هي عظام أو رفات بعض الحيوانات مثل الظباء والوعول وما ماثلهما مما يدلنا على أن هذه الحيوانات قد هلكت بسبب شربها من ذلك الماء الآسن في تلك الصحراء القاحلة التي لا كلأ فيها ولا ماء، أو أن ما ينتشر حولها من