للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جبل أو سلسلة جبال إذا كانت الجزيرة كبيرة أو سلسلة جزر.

وأما قول الفيروز آبادي: حضوضى وحضوض: جبل في البحر. . . والحضوضى البعد والنار. ففيه ما يهدينا إلى معرفة حقيقة حضوضى.

لا جرم أن حضوضى لغة في حضوض وزيادة الألف في الآخر معروفة أشهر من أن تذكر. وقوله: البعد والنار. يذكرنا بما يقابله عند اليونانيون بالحضس أو الحضو ولا سيما لأنه ورد في إحدى نسخ القاموس الموجودة عندنا إذ تنص على ما يأتي (البعد في باطن الأرض والنار)

وهو عند اليونانيون ويريدون به بلوطن الإله الروماني وهو اله ما تحت الأرض وباطنها أو بعبارة أخرى اله وادي الجحيم أو اله مقر الموتى. وكان يكرم في عدة مدن مثل تريزينس وتريفيلية وأوبنتس وفي عدة بلدان من فلسطين وتخوم البادية التي بين العراق والحجاز. وبالأخص في المواطن الغمقة التي تتصاعد منها الروائح الخبيثة. فكان ينفى إليها كبار الأئمة والخونة وأعداء المدن أو أعداء الوطن وكأن يحتفل بعيده في ١٢ من قلنداس تموز أي في ما يوافق العشرين من حزيران الغربي الحالي.

وقد توسع اليونانيون في معنى كلمة حضوض حتى أطلقوها على كل موطن يكون مهلكة لمن يذهب إليه. وهذا كله يقوي رأي حضرة صديقنا الطالب عبد الله مخلص ولا سيما إذا عرفنا أن مادة (ح ض ض) تقارب مادة (ح ض و) أو (ح ض أ) من جهة، ومادة (خ ض ض) من جهة أخرى، فإذا اعتمدنا على ما ورد في معنى هذه المواد عرفنا أن الموطن المسمى بحضوض أو حضوضى هو مكان يوصل إليه (خوضاً في مائه) الضحضاح، وهواؤه حار كأنه (يحضو حضوا) تتصاعد منه الأبخرة المتعفنة فينشأ عنها ما يسمى (بالنار التائهة) عند بعض المحدثين وهو (الأرقان) عند الأقدمين من أجدادنا

فلقد صدق إذن الكاتب لأن الحضوض هو اسم الإله الذي قد وكل بالنار وبكل مكان يكون مهلكة الرجل. وحضوضى التي بين الأزرق والقريات هي المطلوبة. فلله در محققنا:

ومما يزيدنا تمسكاً برأي صاحبنا العزيز، واعتقاداً بصحة ما ذهب إليه،

<<  <  ج: ص:  >  >>