للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن عندنا نسخه قديمة من قاموس المجد الفيروز آبادي خطت في سنة ٩٤١ هـ وقد فتحنا فيها مادة ح ض ض لنرى ما جاء فيها من الاختلاف عن سائر النسخ المطبوعة أو المخطوطة فرأيناه يقول (حضوضي: جبل في البحر أو جزيرة في السند. وعلم للنار) اهـ.

قلنا: السند هنا وزان سبب وهو في لسان أهل بادية الشام المعاصرين كل ما حاذى ضفة الفرات اليمنى ممعناً في جزيرة العرب ومتصلاً بسوريا وفلسطين.

فإذا كان هذا هو المعنى المراد هنا من (السند) الواردة في النسخة من القاموس، كان تأويل (مخلصنا) من احسن ما جاء موافقاً لهذا التعبير، ونحن لم نجد أحدا من ذهب إلى هذا الرأي الناطق بالحق، من الأقدمين ولا من المعاصرين، ولابد من أن بتأثره كل من يحاول أن يكتب في هذا الموضوع ويتوخى صدق الرواية ودقة التحقيق.

ومن غريب الاتفاق أن ملوك العراق في عهد لجاهلية - وكانوا يومئذ فرسا - إذا أرادوا نفي واحد من العراق نفوه إلى مدينة في البطائح غمقة سيئة الهواء كثيرة الرطوبة شديدة الحميات كأنها نسخة ثانية من حضوضى وكأن اسمها (الهفة) والطبري يذكرها باسم طرنايا. أما النبط فكانوا يسمونها (هفاطرنايا) ودونك ما قيل عنها:

الهفة أو طرنايا

قال ياقوت في معجمه: (الهفة (وزان شدة) مدينة قديمة كانت في طرف السواد، بناها

سابور ذو الأكتاف، واسكنها أياداً لما قتل من قتل منهم في مدينة شالها لما عصوا عليه. ونقل من بقي منهم إلى هذه المدينة وجعلها محبساً لهم ونهى الرعية عن مخالطتهم، وأمر أن لا تدخل العرب داخل الحصن. فمن دخل بغير إذنه قتل، وكان كل من سخطت عليه ملوك فارس نفته إلى (الهفة) ووسمها بالنفي واللعن. وكان النبط يسمونها (هفا طرنايا) وأثار سورها بينة لم تندرس) اهـ كلام ياقوت

قلنا: ويؤخذ من كلام الطبري في تأريخه أنها كانت في أرض جرجرايا في رقعة البطائح وأغلب بلدان البطائح - حتى عهدنا هذا - من أسوأ البلاد مقاماً

<<  <  ج: ص:  >  >>