للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما جاء في الحديث: (مساكين أهل النار) وقال الشاعر:

مساكين أهل الحب حتى قبورهم ... عليها تراب الذل بين المقابر

وقيل أنهم كانوا يعملون عليها إجارة فأضيفت إليهم.

ومن الذين وافقوا على هذا القول: الشيخ بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول واستدل بما رواه الشيخ الطوسي في كتاب التهذيب عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام (يريد به الإمام جعفر الصادق): قول الله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين؛ قال: الفقير الذي لا يسأل الناس والمسكين اجهد منه والبائس أجهدهم.

٢ - أن الفقير هو الذي لاشيء له، والمسكين الذي بلغة من العيش لا يكفيه. واليه ذهب الشافعي وابن الأنباري والاصمعي والثعالبي ووافقهم من علماء الشيعة ابن إدريس الحلي والشيخ الطوسي في المبسوط والخلاف.

واحتجوا بقوله تعالى (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) ولأن الله تعالى بدأ

بالفقير في آية الزكاة (إنما الصدقات للفقراء) الآية. وهو يدل على الاهتمام بشأنه في الحاجة ولاستعاذة النبي من الفقر مع قوله (اللهم أحيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني مع المساكين) ولأن الفقير مشتق من فقار فكأن الحاجة قد كسرت فقار ظهره.

قالوا: واثبات الشاعر المال للفقير لا يوجب كونه احسن حلا من المسكين فقد اثبت الله عز وجل للمساكين مالا في أية السفينة.

٣ - أنهما صنف واحد وإنما ذكرت الصفتان في آية: (إنما الصدقات الخ) تأكيداً للأمر، وهو قول أبي علي الجبائي، وإليه ذهب أبو يوسف ومحمد فقالا في من قال ثلث مالي للفقراء والمساكين وفلان، أن لفلان نصف الثلث ونصفه الآخر للفقراء والمساكين، ووافقهم على هذا القول ابن الإعرابي فأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>