للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تعيش عيالا على المجتمع، وحميلة على الخلق، وأن تجر أذيال الغنى وتقضي أيامها في ظل البذخ والترف بغير حق، وعلى حساب الشريفات المحصنات - وإذا كان هؤلاء لا يطقن أن يغالبن المؤثرات وأن

يفزن على المغريات فهن ضعيفات قد يدرك الفرد العطف عليهن ولكن الحياة لا ترحم ولا ترثي لأحد وليس في الطبيعة محل للضعيف)

ونظن أن هذا النقد القاتل كان كافيا لكي لا يقدم المترجم على تعريب الرواية لكن حاول أن ينظر فيه نظرة ليرد هذا الحط من الرواية، فكأن أخيب من القابض على الماء، وبجوابه الضعيف غير المقنع اظهر أن الحق مع المازني وأن مثل هذه الروايات حظها التقبيح، وذم مؤلفها ومعربها.

وقد وجدنا ركة عظيمة في اختيار الألفاظ. فقد قال في ص٦ (وأن يحبها حب والد حنون) (اعتمادا على محيط المحيط) وفيها (أمست اليوم مدينة بخمسين ألف فرنك) وفي ص٧ (اذهبي اعدي العشاء فقد دعوت أولمب. . . لتناول الطعام) وفي ص٨ (عن آذان تسمع لك) وفيها (ماذا أوقع لك؟ - أنت حر) إلى غيرها

قلنا: الحنون صفة للإناث من حيوان وإنسان، وأما للذكور فيقال: شفبق ورؤوف. ويقال: فإذا اليوم هي مدينة خمسين، واحسن منها: وعليها اليوم دين قدره خمسون ألف فرنك. ويقال: اذهبي اعدي العشاء فقد دعوت أولمب يؤاكلني أو يتعشى معي أو غيرهما أما تناول الطعام فتعبير في منتهى القبح والركة. ويقال: عن آذان تسمعك. ويقال: ما تحب، أو ما تشاء، أو ما طاب لك، فقوله: أنت حر، فالحرية هنا في غير موقعها وأن كانت تعني في الإفرنجية ما تريد التعبير عنه في العربية بما أشرنا إليه.

ونختم الكلام أن ليس في هذه الرواية من مشوق من جهة المغزى ولا من جهة حسن الإنشاء، بل نستغفر الله لقد غلطنا: إذ من الحسن أن تفرغ هذه الرواية وأمثالها في نظير هذا القالب العربي السقيم لكي تشمئز النفس من باطنه ومن خارجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>