تأليف أبي الفرج الأصفهاني، الجزء الأول في ٥٣٥ص من قطع الثمن الكبير، الطبعة الأولى - مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة ١٣٤٥هـ ١٩٢٧م.
كنا في صغرنا إذا رأينا كتابا يسيء الطبع يقول لنا الأصدقاء (هذا طبع مصر) لأنهم كانوا قد تأكدوا أن ديار النيل لا تتولى نشر تصنيف من تصانيف السلف إلا لتبرزه بأشنع حلة من كثرة الأغلاط وسوء الضبط وشناعة الكتابة بخلاف مطبوعات بيروت مثلا، فأنها كانت
حسنة يأنس إليها القارئ. أما اليوم فقد أنقلب الأمر: أننا نرى التأليف التي تصدر من دار الكتب المصرية رافلة ببرود تزري بالدمقس والسندس وتتحدى كل مطبعة في مجاراتها.
والآن أمامنا كتاب الأغاني فقد تجلى بأحسن حلية من حلى المطبوعات وقد زاد في جماله ما على هامشه من مقالة النسخ ومعارضتها بغيرها وشرح الكلم الغامضة والإشارة إلى سيئ الروايات وأحسنها، وهي خدمة عظيمة لو كنتم تعلمون. نعم أننا نهنئ البلاد الضادية اللسان بحصولها على مثل هذه الدرة النفيسة.
على أن أعمال البشر مهما كانت حسنة تبقى بشرية أي تحتاج إلى تحسن اعظم فاعظم، ونحن نأخذ على الواقفين على طبع هذا التصنيف البديع ما بدا لنا من غير أن نضمر لهم أدنى نية سيئة:
١ - كان يجدر بناشري الكتاب أن يهدوا منه نسخة إلى أصحاب الجرائد والمجلات لينقدوه أو لا اقل من أم يبشروا العالم العربي بظهور مثل هذه النسخة البديعة الصنع الجميلة الحروف المضبوطة بالحركات كلما مست الحاجة إليها، الكثيرة الفهارس التي هي زينة المطبوعات العصرية ومرغبة الأدباء في اقتنائها لسهولة البحث فيها عن الموضوع الذي يراد الوقوف عليه.
٢ - في هذه الطبعة ثلاثة عشر فهرسا ومع ذلك ينقصه فهرسان مهمان