للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتمكن من أن يستشهد بكلام الأقدمين. والسبب هو أن المحدثين كثيرا ما حادوا عن نهج الأقدمين وساءوا فهم عباراتهم. ولهذا يحسن بنا أن نورد كلام الأقدمين أن استطعنا وأن شئنا بعد هذا إيضاحه بكلام المحدثين فلا باس من الاستشهاد بما أولوه. والاعتماد على اقرب الموارد أو محيط المحيط من اضعف الأمور فقد جاء في هذا الجزء في ص٨٣ ما هذا حرفه عن السنبوسج:

(السنبوسج - ورد بالقاف والكاف بدل الجيم -: ما يحشى بقدر (بقطع) اللحم والجوز ونحوه من الرقاق المعجون بالسمن أو الشيرج) اهـ (اقرب الموارد) اهـ

قلنا في هذا الكلام أوهام، منها: أن النص المنقول عن اقرب الموارد لم يورد بلفظه فالذي جاء هناك هذا حرفه: (السنبوسق، المشهور بالكاف ما يحشى بقدر اللحم والجوز ونحوه من رقاق العجين المعجون بالسمن والشيرج. فارسيتها سنبوسة. الواحدة (سنبوسقة) آه

وهذه العبارة منقولة عن محيط المحيط إذ يقول: السنبوسق - والمشهور السنبوسك بالكاف: فطائر مثلثة تعمل من رقاق العجين المعجون بالسمن أو الشيرج تحشى بقطع اللحم والجوز ونحوه. فارسيتها سنبوسة - الواحدة سنبوسقة. آه

فأنت ترى من هذين النصين أن صاحب اقرب الموارد حاول أن يفرغ العبارة في قالب امتن من قالب البستاني فقال: ما يحشى بقدر اللحم. وهنا ظهر العيب لأن القدر في العربية لا تجيء إلا بمعنى القطع الكبار من اللحم. لا بمعنى القطع الصغار وهذا وأن لم يصرح به اللغويون هذا التصريح البين إلا أنهم لم يستعملوه إلا بالمعنى الذي نشير إليه. ومن راجع الأمهات اللغوية ونظر إلى مواقع اللفظة من استعمال الفصحاء لها يتحقق هذا الأمر ونحن لا نريد أن نأتي بالبينات على مذهبنا هذا خشية التبسط في الكلام على غير جدوى.

بيد أن داود البصير افصح عن كيفية اتخاذ السنبوسك احسن إفصاح وكان الحق أن تسند إليه الرواية لأنه ابن بجدتها قال في تذكرته (١٦٥: ١). (سنبوسك باليونانية (كذا): بزماورد وهو عجين يحكم عجنه بالأذهان كالشيرج

<<  <  ج: ص:  >  >>