للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان لها عدة وجوه. وهو عمل في غاية الحسن، إلا أنه عدل عن هذه الحالة إلى غيرها مستحسنة ففي ص ٢٧ من التصدير ضبط بلورة كتنور بزيادة هاء في الأخر وهي لغة لم يصرح بها إلا صاحب القاموس. أما صاحب اللسان فذكرها كسنورة وهي اللغة المتعارفة. وذكر لغة أخري وهي كسبطرة.

١١ - كثيرا ما نرى في هذه الطبعة ألفاظا مكتوبة على غير الوجه المألوف (فهرون) مثلا لم ترد مكتوبة في هذه الطبعة إلا وزان ناقوس. بينما نرى السلف يكرهون هذه الصورة ويميلون إلى وزن فعول فيها. وسبب ذلك أن قدماءنا ينظرون إلى وزن فاعول نظرهم إلى وزن أعجمي وهارون عبرية إذن أعجمية فيلوون وجههم عنه ويولونه شطر وزن فعول العربي. أما إذا نسبوا إليه فلا يكتبونها إلا على وزن فاعول فيكتبون هارون الرشيد، لا هارون الرشيد وهارون أخو موسى لا هارون أخو موسى. ويقولون الهاروني ولا يقولون البتة الهروني، (راجع في هذه المادة القاموس والتاج ولسان العرب والمطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية لنصر الهوريني ص١٨١) وكذلك نرى (الحرث) مكتوبة الحارث في جميع المواطن والسلف ميزوا بين (الحرث) علما فيكتبونه بلا ألف وبين الحارث اسم فاعل لحرث يعني فالح الأرض وزارعها. ومخالفة الكتابة المعهودة المألوفة كثيرة المثل في هذه الطبعة وفي موارد وألفاظ شتى لا نريد أن نستقصيها.

على أن الذي نكرهه اشد الكراهية عدم تنقيط الياء في آخر الكلمة اعتمادا في ذلك على فهم القارئ: لكن نسي ناشرو هذه الطبعة أن المطالع مهما كان متوغلا في اللغة وواقفا على أسرارها وغوامضها قد تفوته معرفة تنقيط الياء أو إهمالها. أما إذا نقطت الياء انتفى كل إبهام. - جاء في حاشية ص ١٤٤ يقال: علا يعلو كسما يسمو وعلى يعلى كرضى يرضى اهـ فلو قال: وعلى يعلى كرضي يرضى. أما كان احسن ليعلم القارئ أن كلا من علي ورضي هو كعلم يعلم لكن ما القول. والمرء ينقاد إلى عادات قديمة سقيمة يرى عدم نفعها بل ضررها وهو يتمسك بأذيالها لأنه نشأ عليها. وكم أضرت هذه القاعدة باللغويين أنفسهم

لعدم تنقيطهم الياء الأخيرة حين الحاجة إليه. والشواهد في دواوين

<<  <  ج: ص:  >  >>