للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مبتسم لجليسه في هزة ... تسقى الحديث مرنقا معسولا

شم الخلال وديعة وكريمة ... مثل الجبال إذا انحدرن سهولا!

مثل الطبيعة في تبسط لطفها ... نشرت على بسط المروج غسولا

وحبت مجملة الثمار شهية ... عرضا ولم تترك لنا مأمولا

كان المحدث لا يمل إطالة ... وعصمت من طبع يعد ملولا

كالنبع جياشا بمتعة عاشق ... لحديثه، أو كالبواسق طولا

تحنو على النظار عند تأمل ... وتجيب ما بقي السؤال سؤولا

لم ينسك المال الذي أحرزته ... بالفضل حقا للورى مجهولا

فوضعت مالك جنب علمك نفحة ... للناس في صحف وقين نحولا

وجعلتها مثل الزكاة سخية ... تحيي مواتا أو تعيد طلولا

ما كنت في هذي الحياة ممثلا ... بل كنت من وضع الفخار فصولا

خمسون عاما بل أجل بذلتها ... بذل الكواكب نورها المسؤولا

ما بين معركة وبين سكينة ... تركت بشتاتك العدو خجولا

وكسبت بالإخلاص كل مكرم ... شيم الرجال عقيدة وميولا

درر من الأخلاق كانت ثروة ... كبرى ولم تسب الورى لتحولا!

(صروف) ما فينا المعزي: كلنا ... فقد العزاء ودمعه المطلولا

عشت (المسيح) لنا، وكنا كلنا ... رسلا، ودمت على الهدى مجبولا

وشكرتنا قبل الوداع، ولم يكن ... شكر الوداع بظننا (اليوبيلا)

هذي صحائفك اليتيمة لم تجد ... شرفا تخص بها وكنت بخيلا

عصمتك أحكام العلوم من الهدى ... وحبتك من حسب الجنان أثيلا

نقبت في الأجيال عن أسرارها ... ونشرتها جيلا لديك فجيلا

لا (آدم) المأثور صدك عن هدى ... بحثا، ولا أغني اليقين فتيلا

من كل (مقتطف) تنوع بحثه ... وتوحدت أبحاثه تنزيلا

من كل سفر حجة بفنونه ... ما فيه فن قد يراك دخيلا

ما كان منطقك الحكيم مسخرا ... للوهم مهما سامنا تقتيلا

<<  <  ج: ص:  >  >>