للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هيهات يذعن للمظاهر وحدها ... ولكم أقام على الدليل دليلا!

علم وفلسفة وفن سائغ ... حولتها لنعيمنا تحويلا

بعبارة خلابة غلابة ... تروي المدارك كوثرا وشمولا

وتبحر يعيا الجريء بجهده ... ما فات للبحث الجريء سبيلا

في دورة الأفلاك أو بطن الثرى ... أو عالم الأحلام كان نزيلا

لا شيء يحسبه الحقير وإنما ... وجد الوجود بما حواه جليلا

فيرتل الآيات ملء بلاغة ... تستأهل الإصغاء والترتيلا

داع إلى أقصى التأمل مثلما ... جعل التفاؤل للحياة دليلا

وإذا الحياة كبت فذاك لأنها ... فقدت قبيل عثورها التأميلا

عشرات آلاف الصحائف قد شدت ... بحجاك واستبقت حجاك زميلا

آراء جبار وحكمة كاهن ... وكتاب إعجاز يشع مديلا

نظرت له (الأحقاب) من أسفارها ... في حيرة مما وصفن رحيلا

فكأنما قد كنت مصاحبا ... أسفارها فرسمتها تحليلا!

ومفاخر (الآثار) وهي شهيدة ... فخرت بعلمك موئلا ومقيلا

ومظاهر (العمران) وهي كثيرة ... في (الشرق) لم تعدم لديك خليلا

و (الفكر) وهو لنا قوام حضارة ... بجلته حتى استعز نبيلا

لم تلقه عرضا، ولم تأنس به ... طمعا، ولم تبذل له تطفيلا

بل كنت ملجأه الحصين ومبعثا ... للنور في بلد أسيء طويلا

تغذوه بالذهن البصير مصارحا ... للحق لا تتصيد التهليلا

متتبعا نهج الصواب، مجافيا ... نهج الغلو، وإن أصبت قليلا

حتى تركت مني (الحقيقة) وحدها ... تهدي لرأسك شكرها إكليلا

ما ضر مثلك أن يخص بحبها ... لو فات من حب الأنام قبيلا

لكن ظفرت بحبها وبحبنا ... وعدمت في القدر الأعز مثيلا

من عهد (إسماعيل) في إجلاله ... مسعاك زدت بشبل (إسماعيلا)

وطويت عمرك دون من أو منى ... إلا الوفاء لما غرست ظليلا!

<<  <  ج: ص:  >  >>