يا ابن (الصحافة) ثم شيخ قضاتها ... والمحسن التبيين والتدليلا
ومعلما بشبابه ومشيبه ... تسمو بسيرته الأيادي الطولى
(لبنان) (كالحدث) الذي ولدت به ... هذي الشمائل لا يباهي (النيلا)
كلا ولا (بردى) ولا (الدنيا) التي ... أمتعتها مما منحت جزيلا
إن أنت إلا عالمي: مهده ... كل (الوجود) فلم يعش مغلولا
بل كان أهلا للبرية كلها ... لا يعرف الإيثار والتفضيلا
إلا الرعاية للفقير المجتبي ... جدواه، لا يبقى بها مخذولا
كم أمة هذبتها ووهبتها ... محض الشهاد وزدتها تأهيلا
فإذا انتسبت فما انتسبت حقيقة ... إلا لفضل لم يكن مجهولا
أما الممالك والعباد فإنهم ... عرفوك - جمعا - فاتحا ورسولا
كل يراك زعيمه وصديقه ... ومواطنا وسلاحه المسلولا
وأرى خيالك ما يزال عزيزهم ... يأبى عن النهج القويم مميلا
متمثلا في همهم وشؤونهم ... فيحل معضلة ويصلح قيلا
وبريق عينيه يشف كعزمه ... عن حد ذهن لن يموت قليلا
وجبينه الوقاد مطلع نورهم ... وجلالة حفظوا لها التكليلا
أعددت ثورات وقدت كتائبا ... للرأي ثم نصرتها موصولا
ما خانك الإقدام يوما والالى ... عشقوك إن خان الزمان ذليلا
فبلغت مجدك بالمواهب وحدها ... تقتاد شبانا بها وكهولا
أين الذين يتابعونك حاملا ... علم الشباب فيزدهي محمولا؟!
ما كنت تغفل جهدنا وحقوقه ... بل كنت ترعى حرمة وأصولا
وتشجع البطل الصغير ليعتلي ... وتصغر الرجل الحسود مهولا
لك في دمي حق الوفاء فخلني ... أحيي كما يرضى الوفاء جميلا
كرمت لي أدبا كأنك موجدي ... أو عشت للأدب الجديد كفيلا
في جم إخلاص وجم صراحة ... لا تقبل التغرير والتمثيلا
ولكم تحكم جاهل أو عابث ... ومن المصائب أن نطيع كليلا
و (الجهل) في دست الزعامة نكبة ... لن تنمحي عذرا ولا تأويلا
تخذ (الصحافة) للمهازل مهنة ... فأثار داء في النفوس وبيلا