فمحرما طورا زهور مؤلف ... ومحاربا همم الشباب عجولا
ومرتلا آنا مديح نقائص ... لولا المدائح لم تكن لتجولا
قد كنت عونا (للنبوغ) وطالما ... أردى (النبوغ) الحاسدوه قتيلا
أبكيت في شعري، وفي نثري، وفي ... فكري، كما أبكي الرياض حيولا
وأكفكف العبرات، لكن شأنها ... باق، فدمعي لن يزال همولا
ومن المدامع ظاهر ومحجب ... ما كل وجه نائح مبلولا!
تجري الدموع الخافيات بخاطري ... وبكل إحساسي هوى مبذولا
وتفيض من قلمي فأنظم هكذا ... هذا النظيم عواطفا متبولا
وأؤبن (الفضل) الذي لإبائه ... لا فاضلا نلقى ولا مفضولا!
والآن هل تكفي شؤون يراعتي؟ ... حبس العواطف قد يكون قتولا!
هيهات تكفي!. . فالنظيم وحرقتي ... يتبادلان مناحة وعويلا
أرثي فأرثي فبك أنفس ما ارتقي ... ذهني وأحلامي له تبجيلا
من بهجة (الإنسان) في استعلائه ... خلقا وفكرا مسعفا وجميلا
ومن انتهاء (العبقرية) و (الحجى) ... لنهاية تستوجب التنزيلا!
ومن (التسامح) في الحياة وقلما ... عرف (التسامح) في الحياة خليلا
أسفي على هذا الفراق وإن يعد ... هذا (النبوغ) مجددا تشكيلا
وأقلب الطرف الحزين فما أرى ... إلا الورى والموت والترميلا
يا جنة (الفيوم) كيف، جزيتنا ... نارا وجزنا فادحا وثقيلا؟!
قد راح يلتمس الشفاء فخنته ... كم كان روضك مليلا
أسفي! أجل أسفي يدوم فلا تطل ... عتبا علي فلم تكن لتطيلا
ما فاتني قبل (التفاؤل) هكذا ... أو كنت أشعر بالحياة ذليلا
ولقد بدأت إلى (العلى) مستغفرا ... ثم انتهيت إلى الشجون عليلا