للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والرابعة بالأزرق والخامسة بالأحمر والسادسة محلاة بالفضة والسابعة بالذهب. وفي قمة الطبقة السابعة تمثال من ذهب علوه عشرون قدما للإله (بل) وفي جانب هذه الزقورة مائدة من النضار. وكانت شمس بابل وأنوارها شمس بابل وأنوارها المتألقة الصافية تضرب على

تمثال الذهب فيتلألأ كأنه شعلة يملأ ضياؤه العيون وكأن الهيكل عالم الفناء يناجي عالم البقاء. وكان هذا البرج هيكلا أقيم لعبادة الآلهة السبعة.

مرت شميرام بهذا المعهد الديني ولم تحفل به. وغفلت عن القيام بفروض الخضوع والاحترام لارتباك أفكارها، والهواجس الكثيرة التي كانت تنتابها فانتهزت نتو هذه الفرصة لتقطع السكوت الذي كان سائدا بينهما وقالت لها: سيدتي اسمحي لي أن أقول لك إننا بازاء الزقورة وحضرتك المبجلة قد غفلت عن القيام بشعائر الدين وواجبات الاحترام وهذا مما ينزل عليك غضب الآلهة ويجلب إليك انتقامها منك.

فانتهرتها شميرام قائلة: دعيني يا نتو فإن الهموم قد ساورتني وغشت على بصري وبصيرتي. فأين هي الزقورة يا أمة السوء؟ فإنني لم أشاهدها ولا علم لي بمرورنا بها.

نتو - سيدتي أنى تساورك الأحزان وعلام يد الأشجان قد ضربت على أوتار قلبك بريشة اليأس حتى أن صدى الهموم يمازج نبرات صوتك فتبدو على محياك الوسيم ظواهر الغم والأسى. ويفعل الجوى في نفسك فعلا ينسيك أقدس الواجبات حتى أنه لم يفسح لك مجالا لتتقدسي بمشاهدة مهبط نعم الآلهة عند اجتيازنا بالزقورة.

شميرام - أواه! وا حسرتاه! لو أصاب ما في نفسي جبل كردو لدكه دكا وبسطه بسطا. ولو كانت نار حزني في عهد أبينا (ستنبشتم) لنشفت مياه الطوفان وأقفر العالم. اه! أيها الإله (بل) إنك حنقت على الإنسان في عهد ذلك البار وعزمت على أن تمحوه وتلاشي نسله بمياه الطوفان ولكن توسلات البار (ستنبشتم) هدأت غضبك ونالت نصيبا من عفوك ورضوانك. فقلبي الصغير معذب اليوم باعذبة مبرحة

<<  <  ج: ص:  >  >>