للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نتو - نعم. أما بيروس فمشغوف بهواك. ويفدي كل عزيز غال في سبيل حبك.

شميرام - أن شمشو وإن كان يهوى غيري إلا أني أهواه، ومن أحق من بنت الخال بابن عمتها وسأبذل جهدي في أسر قلبه بحب غير حب ابن العمة لابنة خاله. وسيساعدني الزمان على ذلك. ومن ذا الذي يقدر أن يمحو حبه من فؤادي فلا أطمع في حب غيره. ولا مرية في أن مجرى الحب سيتصل بفؤادي ويتخذ له من القلب إلى القلب سبيلا.

نتو - لا أرى داعيا لتعلقك وهيامك بشمشو وهو مشغول عنك بعشيقته.

فخير لك أن تحبي من يهواك وتدفعي عنك عناء أنت في غنى عنه.

شميرام - اضربي صفحا عن ذكر بيروس فهذا أمر يعد تحقيقه من رابع المستحيلات ولا أمالئك عليه ولا يطاوعني قلبي أن أحبه. وهبي أني تعلقت به فدون ذلك عقبات جمة. ووالدي يقف عشرة في سبيل هذا الزواج ولا يعطيني لكاهن لما بين طبقة الإشراف والكهنة من التنافر والخصام في بابل.

نتو - مالك إلا أن تلقي زمام الموافقة في حب بيروس وهو يدبر الأمر مع والدك.

لما رأت شميرام هذا الإلحاح قطبت حاجبيها وقالت يكفيك يا عبدة السوء أن تحاولي السيادة على قلبي ولا أرضى أن تفاتحيني مرة أخرى بهذه المزعجات المكدرات.

فانزعجت نتو من هذا اللوم وانقبض صدرها من توبيخ سيدتها ولكنها كظمت الغيظ. وأنى لها أن تظهره وهي من الجواري وفي عنقها قطعة من الحديد مكتوب عليها أنها ملك شلمان كرادو (أي أبي شميرام) ولكنها أضمرت لها سوءا وفكرت في تدبير حيلة تصطادها بها.

وكانت شميرام تسرح نظرها في طرق بابل الواسعة المستقيمة وتشاهد البيوت الفخمة وقصور الملوك وتقر عينا برؤية الجنان والبساتين المحاذية البيوت وتسر بمشاهدة المروج الملاصقة قصور الأمراء والأشراف والمثرين المرصدة لزراعة البقول وشاهدت في الطريق الخيل والحمير والحمالين ينقلون أشياء

<<  <  ج: ص:  >  >>