للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كثيرة. فالتفتت إلى نتو وقالت: ماذا يحمل هؤلاء الحمالون؟ فأجابتها: يحملون القار والزفت.

شميرام - من أين يأتون به ولأي شيء يصلح؟

نتو - يأتون به من مدينة هيت التي تبعد ثمانية أيام عن حاضرتنا. فإنه ينبجس من الأرض ويتدفق في نهر هيت فيجمع ويتخذ للبناء والتبليط.

شميرام - انظري يا نتو كيف أن النساء في الدكاكين والمخازن سافرات الوجه يقضين أوقاتهن ذهابا وإيابا في الأزقة ويحملن أولادهن على ظهورن.

نتو - نعم يا سيدتي. تلك النساء العامة أما الشريفات مثلك فإنهن سجينات البيوت لا يخرجن إلى الهيكل إلا نادرا أو لزيارة أصدقائهن محتاطات بالجواري والعبيد كأن الرجال يريدون اختطافهن وهن يتبخترن في الطريق تيها ودلالا.

شميرام - أني لا أحب هذه الفخفخة وأفضل عليها البساطة ولهذا لا أود أن يحف بي العبيد والجواري وأحب شيء إلي من ذلك كله أن أقضي أوقاتي بمسامرتك.

نتو - سيدتي أني أتشرف بمرافقتك وبعطفك علي وأتلقى كل كلمة تفوهين بها بالترحاب وإن كانت زجرا وتأنيبا. لأني أنا التي عنيت بك وقد حملتك طفلة على ذراعي. ثم حاولت نتو أن نذكرها بانتفاضها من حديثها عن بيروس غير أن سيدتها خفت مهرولة ودخلت البيت.

لبيت شميرام أو بيت شلمان كرادو كما يعرفه البابليون شهرة بعيدة لعظمته وبنائه. لأن صاحبه من الأشراف المثرين في المدينة. في مدخل هذه الدار مجاز طويل مظلم معقود بالآجر يفضي إلى ساحة واسعة الفناء مطلقة الهواء تشرق عليها الشمس فتبهجها. وحوالي هذه العرصة تقوم الأبنية. وأمام الغرف رواق مسقف ووجه البناء على هيئة طاق تسنده أعمدة. والبناء طبقة واحدة والغرف ضيقة مستطيلة الشكل. وسقوف بعضها معقودة بالآجر وغيرها مسقفة تسقيفا مسطحا بجذوع النخل. وبعض هذه الغرف مخصص بالسكنى

وبعضها بالمؤن. ولها سطح واحد يصعدون إليه بدرج مبني بالآجر والبيوت تطل بعضها على بعض.

<<  <  ج: ص:  >  >>