للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دسوق حيث جود القرآن.

وقصد بعدها إلى القاهرة ودخل جامعة الأزهر وليث يتلقى فيها العلوم خمس سنوات. وفي القاهرة تعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني والى تلاميذه أمثال محمد عبده والهلباوي والباجوري وعبد الكريم السلمان.

ودرس بعد ذلك القانون فصار محامياً وأحرز في المحاماة شهرة وبعد صيت حتى أضحى مضرب المثل في نبوغه القانوني في سوح المرافعة وعلى كرسي الاستشارة في محكمة الاستئناف.

وتعلم اللغة الفرنسية وهو يكاد يناهز الأربعين من سنه ولم يلبث أن حذقها وأدى بها امتحان علم الحقوق وهو قاضٍ في الاستئناف ونال بذلك شهادة اللسانسية، وتعلم اللغة الألمانية في أثناء اعتكافه في بيته في الحرب الكبرى وتعلم الإنكليزية في منافيه في عدن وسيشل وجبل طارق.

بدأ زغلول حياة عمله بتعينه محرراً في الوقائع المصرية، وكان على رأس تحريرها الشيخ عبده فأقام في هذا العمل سنة وبضعة أشهر يكتب باسمه مقالات في الاستبداد والشورى والأخلاق. ويقول (عباس حافظ) الكاتب المصري: (كانت مقالات المترجم عنه في (الوقائع

المصرية)، والبرهان من مهيئات الثورة ومضرماتها). وكان وهو محرر في الوقائع يصحح أغلاط المقالات الواردة على الجريدة ويقوم اعوجاج أسلوبها أو يقوي ركة تعابيرها. وبذلك خدم اللغة العربية خدمة جليلة، وكانت طريقته أن ينشر الرسالة بنصها ويردفها بما هو أصح منها لغة وأفصح سياقاً، وهكذا صحت لغة الدواوين من علتها وحدثت نهضة مباركة في دوائر الحكومة بحيث هرع سواد الموظفين إلى المدارس الليلية ليطلبوا اللغة العربية الفصحى.

ثم انتقل سنة ١٨٨٢ إلى وظيفة معاون في الداخلية فإلى ناظر لقلم قضايا الجيزة. واضطلع بأهم الأعباء عندما اضطرم لهيب الثورة العرابية حتى انتهى به الأمر إلى أن زج بأعماق السجون وهو يافع لم يبلغ التاسع عشر ربيعاً بتهمة الاندماج في جمعية إرهابية سميت (جمعية الانتقام) وظل سجيناً ٩٨ يوماً. ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>