للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفنونها ليسهل تناولها ولا يتعب مناولها.

وفي بعض هذه الأيام حضر الخليفة هناك وحضر الشيخ عبد العزيز بين يديه وسلم عليه وعقب دعاءه بأن تلا قوله تعالى: (تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً). فبدأ خشوع الخليفة وتقاطرت دموعه.

وفي يوم الخميس خامس رجب حضر نصير الدين نائب الوزارة وسائر الولاة والحجاب والقضاة والمدرسون والفقهاء ومشايخ الربط والصوفية والوعاظ والقراء والشعراء وجماعة من أعيان التجار الغرباء إلى المدرسة وقد تخير لكل مذهب من المدارس وغيرها اثنان وستون نفساً. ورتب لها مدرسان ونائبا تدريس. أما المدرسان فمحي الدين أبو عبد الله محمد بن يحيى بن فضلان الشافعي ورشيد الدين أبو حفص عمر بن محمد الفرغاني الحنفي. وخلع على كل واحد منهما جبة سوداء وطرحة كحلية وأعطي بغلة بمركب وعدة كاملة. وأما النائبان (فجمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن يوسف الجوزي الحنبلي) نيابة عن (والده) لأنه كان مسافراً في بعض مهام الديوان. والآخر أبو الحسن علي المغربي المالكي وخلع على كل واحد منهما قميص مصمت وعمامة قصب ثم خلع على جميع المعيدين - وهم لكل مذهب أربعة - خلعاً بالحكاية. ثم خلع على جميع الفقهاء المثبتين بها قمصان دمياطي وبقاقير قصب. ثم خلع على المتوالين للعمارة والصناع والحاشية وعلى المعينين للخدمة بخزانة الكتب. وهم الشمس علي بن الكتبي والخازن والعماد علي بن

الدباس المشرف والجمال إبراهيم بن حذيفة المناول.

ثم مد سماط في صحن المدرسة أجمع فكان عليه من الأشربة والحلواء وأنواع الأطعمة ما يجاوز حد الكثرة فتناوله الحاضرون تعبية وتكويراً ثم أفيضت الخلع على الحاضرين من المدرسين ومشايخ الربط والمعيدين بالمدارس

<<  <  ج: ص:  >  >>