للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ريماة - إن الصور التي تراءت لك في الحلم والأشباح التي ظهر تلك في النوم لو رأيتها في اليقظة، لدلت على ما فسرته لك، ولا بد من أن التفسير يختلف على ما أعتقد ما بين الحلم واليقظة، وبين الحالين فرق بين لا وسع لي على فك مغلقة. فالكهنة المنجمون الكلدان متضلعون من هذه الأسرار وتفاسيرها. فما علينا إلا الذهاب إلى بيروس الكاهن فيوقفنا على حقيقة الأمر.

ثقل وقع بيروس على مسامع شيمرام. وشعرت بضغط جديد على قلبها ولكنها تجلدت وأجابت والدتها قائلة: إني لا أركن إلى أقاويل بيروس، لا بل أنفر منه نفور الظباء من بين يدي الصياد.

ريماة - يا بنيتي، لا تستخفي بالكهنة، ولا تشكي في علمهم، وقدرتهم على معرفة الأسرار وتفسير الأحلام أشهر من أن تذكر لأن بينهم وبين الأرواح صلات مجدولة القوى وثيقة العرى. إنهم ينفعون ويضرون؛ يقيمون ويقعدون؛ يصلحون ويفسدون.

شيمرام - لا أقول شيئاً عن الكهنة وقدرتهم، ولكن لا أثق في بيروس وقد زاد الطين بلة في هذا الصباح، حتى حين كنت في الهيكل، فإنه تذرع بكل الوسائل ليسود على قلبي، لا بل طاردني مطاردة العشاق لكني وقفت في وجهه كالطود الشامخ، وإذ لم يظفر مني بأمنيته تزلف من نتو وجعلها صلة له في حاجته فأرجعتها بخفي حنين.

ريماة - لولا المخافة من حدوث شر مستطير لأبلغت الخبر إلى والدك، إذ يعز علينا نحن أشراف بابل أن نرى رجلاً يخاطب بناتنا ونسائنا بهذا المعنى، وما جزاؤه إلا القتل. غير إني أضرب صفحاً عن ذكر هذا الخبر لوالدك حقناً للدماء.

شيمرام - دعي يا والدتي اسم بيروس الدجال نسياً منسياً، فإن ابنتك عفيفة الجانب تتنزه عن المعايب ولا تشغل بالها إلا بما يرضيك.

ريماة - بنيتي! إن النصيب الذي أذخرته لك يفوق كل نصيب فأنت خطيبة شمشو ابن عمتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>