للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما وجد فيه من اللقى - ثم صدرت في ذا الشان مقالة في مجلتنا الكتابية بقلم الأب باروا، كما أن حضرة الأب كايير ألقى في ذا الموضوع محاضرة ثمينة كانت حلقة من سلسلة محاضرات هذا العام التي ألقيت في معهدنا.

على أن هذا الحفر الحديث لم يكن الوحيد الذي أسفر عن آثار عتيقة بل كان قد اكتشف شيء سابقا غير هذا بطريق المصادفة اقتنته متحفة اللوفر، في باريس وبحث عنه بحثا مدققا الأثري الشهير كليرمون كانو.

وإذا كانت أشباه هذه المواضيع خطيرة ممتعة فضلا عما فيها من اللذة العقلية، أحببنا بعد استطلاع مصادر البحث أن نطلع ببعض التفاصيل على هذه المكشوفات أبناء لغتنا وعساهم أن يرغبوا في مثل هذه العلوم والفنون المختصة ببلادهم اكثر من غيرها بها.

نيرب الحالية

إذا خرج المسافر من حلب، وقبلته الجهة الجنوبية الشرقية، لا يعتم - بعد سيره مسافة لا

تزيد على ٧ كيلومترات - أن يصادف، غير بعيد عن الطريق المؤدية إلى مسكنة والفرات، قرية غريبة المنظر لشكل بيوتها الظاهرة للعيان كأنها كوائر جسيمة مقلوبة على فمها؛ ودور هذه الضيعة قد التفت أو تكاد تلتف بتل قديم يتراوح علوه بين ١٠و١١ مترا. وقمته المسطحة تشرف على كل السهل المجاور لها أما طرفه الجنوبي فمتهدم وجهتاه الشمالية والشمالية الشرقية فقد أنزلهما السكان إلى مستوى السهل بأخذهم منهما التراب لصنع الطين اللازم لبناء دورهم.

ورود أسماء في الآثار القديمة

اسم نيرب عريق في القدم. جاء ذكره في لائحة الكرنك في جملة المدن السورية التي افتتحها تحوتمس الثالث فرعون مصر وذلك بصورة (نيروب ونيريب ونيرب) وورد أيضاً في إحدى رسائل تل العمارنة، إذ يقرأ فيها بجانب اسم ملك حتى اسم ملك (نيريبا) نجده كذلك في رقيم كبير (لأشور نصير أبال) بصورة (نيربي أو نيريبي أو نيريبو) وأما المؤرخ اسطيفانس البوزنطي فقد دعاها (نيريبوس) نقلا عن نقولا الدمشقي. ولهذا الاسم ذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>