في (الدر المنتخب في تاريخ حلب) لابن شحنة، بعبارة (باب النيرب) وهو أحد أبواب حلب سمي بذلك لان الناس تخرج منه للذهاب إلى هذه القرية ثم في كتاب كمال الدين المدرج في المجموعة العربية للحروب الصليبية بهذه التسمية (ارض النيرب وجبرين) أخيرا تراه في كتاب المشترك لياقوت الحموي، ودونك نص ما يهمنا منه:(النيرب قرية بغوطة دمشق في وسط بساتينها. . . والنيرب قرية من قرى حلب بينهما فرسخ. والنيرب قرية من قرى حلب أيضاً قرب سرمين).
اصل اسمها واشتقاقه
نيرب كلمة آشورية معناها على الرأي الأعم والأصح (المدخل والمجاز) وهي مركبة من النون بمنزلة متوجة ومن (يرب) وسبب التسمية هذه هو إما لأنها كانت ولا تزال الطريق المؤدية إلى سورية للمقبل من بين النهرين والعراق عابرا نهر الفرات. وأما لأنها بمثابة مدخل للمدينة التي هي في جوارها، وهذا ما يستدل عليه من أل التعريف الداخلة عليها في النصوص العربية الواردة آنفا وتعدد القرى المسماة بها كما ذكرها ياقوت. إلا أن هذا
التأويل الثاني قد لا يصح على نيرب في الأعصر القديمة.
لمادة نيرب وجود في جميع اللغات السامية وبعض فروعها مع شيء من التفاوت في المدلول الائل كله إلى أصل واحد معناه الدخول - وهذه المادة مع كونها ثلاثية يسوغ ردها إلى مادة ثنائية وهي (ع ب) الدالة على شيء من هذا المعنى. لك دليل على ذلك كلمة (عب) العربية ومؤداها: شرب الماء وكرعه أي ادخله دون نفس. وفي (عب) السريانية ومعناها الدخل. وكذلك (عب) السريانية بمعنى الغابة. سميت بذلك لتداخل أشجارها وفي (عابا) العبرية ويراد بها الكشف أي المتداخل بعضه ببعض. وكذا الشان في اللفظة الحبشية (عبي) ومفهومها العبل أي الضخم أو المتداخل العضلات. ومنها أيضاً كلمة (غاب) العربية المراد بها: بعد محتجبا أي داخلا.
وإنما أقحمت الراء في هذه المادة الثنائية لمبالغة في معنى الدخول عملا بالمبدأ اللغوي القائل:(الزيادة في المبنى زيادة في المعنى) وفي اللغة العربية تجد